عزيزي المسلم.. هناك أبواب منهي عنها، فاحذرها وإياك أن تدخلها، لأن وراءها كل البلاء، إذ يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله: «دخل الناس النار من ثلاثة أبواب: باب شبهة أورثت شكًا فى دين الله.. وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته ومرضاته.. وباب غضب أورث العدوان على خلقه».
وعلى كل مسلم (واي.. ومخلص لدينه)، أن يتقي الشبهات، مصداقًا لما رواه أبو عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».
خطر الهوى
الهوى لاشك أخطر ما يواجه الإنسان هذه الأيام، فيسير وفقًا لهواه، وليس وفقًا لما حدده الشرع وأقره الله عز وجل، وها نحن أولاء نقرأ هذا التحذير المخيف يوجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: « فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ » (ص: 26).
فإياك من اتباع الهوى؛ فإنه يقتل صاحبه، واحذر الشيطان ووسائله ووساوسه، احذره أن يفتنك عن الحق وعما أنت فيه من الخير؛ وذلك بأن يزين لك هواكَ بطرق ماكرة فتاكة، واعلم أيضًا أن اتباع الهوى يقود إلى الهاوية.
قال تعالى: « إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى » (طه: 15، 16)، فالناس في هذه الدنيا لاشك بين فائز وهالك، أما الفائز فهو من يكبح جماح نفسه، وينهاها عن اتباع الهوى، وأما الهالك فهو من ينقاد لدواعي الهوى.
قال تعالى: « فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى » (النازعات: 37 - 41).
اقرأ أيضا:
أخطأوا في حقك وجاؤوا معتذرين.. ماذا يجب عليك؟عواقب الغضب
الباب الثالث الذي يقود إلى الهاوية، هو لاشك الغضب، فالإنسان حين يغضب لا يدري ما يقول، فيتفوه بأمور يعاقب عليها الشرع الحنيف، بل قد تكون سببًا في دخول النار والعياذ بالله.
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخذ بلسان معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقال: «كف عليك هذا»، قال معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟! فقال عليه الصلاة والسلام: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم».