معلوم أن الزوج هو صاحب القوامة في بيت الزوجية فقد أثبت الله تعالى له هذا الحق في القرآن الكريم قال تعالى:" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم..".
لكن هناك أمور معينة تجعل الزوج يفقد قوامته وهذه الأشياء أشار إليها د. محمد عبد اللطيف قنديل الأستاذ بجامعة الأزهر، وهي كما يلي:
1- عدم تربية الرجل على تحمل المسئولية، وعدم اعتماده على نفسه في أموره الخاصة، فهو نشأ بين أسرة تقضي له كل حاجاته وتلبي له كل رغباته؛ فاعتماده قبل الزواج كان على أمه، فكذلك بعد الزواج يعتمد على زوجته التي حلت محل أمه، وفي هذه الحالة يكون الزوج قد تنازل عن قوامته لزوجته وقدمه لها على طبق من فضة دون أن تسعى هي إليها.
2- قوة شخصية الزوجة وضعف شخصية الزوج لكونها أقوى نفسيًا وأكثر حكمة وأصوب رأيًا بينما الزوج عكس ذلك تمامًا، فتبدأ في فرض سيطرتها على البيت، وقد يقاوم الزوج هذا التسلط وقد لا يقاومه، ولكن في النهاية تكون القوامة للزوجة لقوة شخصيتها وضعف شخصية الزوج.
3- جهل الزوج بأحكام الدين وعلمه بالأفكار الغربية العلمانية، الأمر الذي يجعله يتنازل عن قوامته للزوجة.
4- الحالة الاقتصادية الممثلة في عدم كفاية الزوج للمطالب أسرته ماديًا إما لقلة دخله، أو لإحالته على المعاش المبكر، أو أنه بدون عمل، والزوجة هي التي تعمل، أو لها دخل ثابت خاص بها تعتمد عليه الأسرة في نفقاتها بشكل أساسي.
وإن مما لا شك فيه أن تنازل الزوج عن القوامة لزوجته له آثار سيئة على الزوج، وعلى الزوجة والأولاد، ثم على المجتمع كله.
ويضيف د. قنديل في كتابه عن صفات الزوجة الصالحة أن هذه الأسباب السابقة والتي تفقد الزوج قوامته يرتب عليها آثار كثيرة على الزوج والزوجة والمجتمع كما يلي:
أولًا: آثاره على الزوج:
1- مسئوليته بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة عن هذه المسئولية المكلف بها شرعًا التي تنازل عنها لزوجته.
2- ضياع رجولته الممثلة في قوامته على الأسرة، فتستخف به الزوجة، ثم تزداد تسلطًا، وأحيانًا تتمرد على هذا الوضع، مما قد يتسبب في انهيار الحياة الزوجية، وضياع الأسرة.
ثانيًا: آثاره على الزوجة:
1- احتياجها العاطفي لمن يرعاها ويتحمل مسئوليتها ويهتم بها.
2- القلق النفسي، والتوتر العصبي، والإجهاد الذهني والبدني لكثرة الأعباء الملقاة عليها.
ثالثًا: آثاره على الأولاد:
1- اهتزاز قيمة الأب في نفوسهم، الأمر الذي يكون سببًا في استهتارهم به.
2- إصابتهم بحالة من التمرد على كل شيء، لما يرونه من اختلال للموازين في البيت، فالأم هي الأب، والأب لا شيء.
3- فقدان الأبناء للمثل الأعلى في البيت لما يرونه من حال أبيهم السيء، الأمر الذي يكون سببًا في ضعف التكوين النفسي عند الذكور، ويقابله قوة الشخصية لدى البنات فيتربى الذكور والبنات على القيم غير سوية.
رابعًا: آثاره على المجتمع:
1- الأبناء الذي نشأوا في أحضان هذه الأسرة، ليست لديهم القدرة على خدمة المجتمع بالوجه الأمثل، الذي يحقق له التقدم، بل هم وللأسف يمثلون عبئًا جديدًا على المجتمع فتتأخر نهضة البلاد لأنه لا يوجد جيل لديه الوعي لتحقيق تلك النهضة.
2- زيادة حالات وأشكال الانحراف السلوكي والخلقي لدى الشباب والفتيات، لغياب دور الأب في حياتهم ولغياب دور الأم التي تقوم بدور الأب في العمل والسعي على الرزق.
3- خروج المرأة للعمل في الكثير من الأماكن التي كان يجب أن يعمل فيها الرجال فنتج عن ذلك كثرة البطالة بين الرجال.
4- ترك المرأة لبيتها لساعات طويلة، وإهمالها لجوانب أخرى أساسية في حياتها لاسيما رعاية الأبناء.
فالمرأة باستعدادها الفطري – البيولوجي – للحمل والولادة والإرضاع قد ركّبت تركيبا نفسيا معينا يجعل الجانب العاطفي فيها هو الأقوى والأغزر والأملك لكيانها كله، أما الرجل فقد رُكّب تركيبا خاصا يناسب مهمته في الإنتاج والعمل