الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، ومع ذلك ترى كثيرًا من الناس الآن، ينسونها أو يتناسونها، وتجد تبريرات عديدة حول ذلك، على الرغم من أن الله عز وجل ينذر تارك الزكاة بعذاب أليم، إذ أن منع الزكاة في أي مجتمع يصاحبه أمراض وأوبئة، فضلا عن انقطاع نزول المطر.
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم».
الإيمان في خطر
إن كنت تملك من المال الذي يستحق الزكاة، ولم تخرجه، فاعلم أن إيمانك في خطر، إذ أنه كيف ينسى المؤمن حقًا أوجبه الله عز وجل عليه لأخِيه الفقير، قال تعالى: « وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ » (الذاريات: 19)، فالزكاة هي بركة مال الغني، وسد حاجة الفقير، وبها يعيش الطرفان في جو من الود والمحبة.
وقد جعل الله تعالى، الزكاة طهرًا للمال، ولنفس الغني والفقير على السواء، حيث قال تعالى: « خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (التوبة: 103).
ومن فضل الزكاة أيضًا، أنها تملأ النفس البشرية بالشعور بمعنى الأخوة، كما قال الله تعالى: « فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ » (التوبة: 11).
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةالتواصل الاجتماعي
الزكاة هي نوع من التواصل المحبب بين الناس، ولذلك كانت من أهم وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، حين ابْتَعَثَهُم للبلاغ، وبيان الإسلام.
عنِ ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا إلى اليمن، فقال: «إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأنِّي رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأَعْلِمهم أن الله افْتَرَضَ عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم، تُؤْخَذ مِن أغنيائِهم، وتُرَدُّ على فُقَرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإِيَّاكَ وكرائم أموالهم، واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».