في سيرة الصحابة الكرام، يغفل الكثيرين عن صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن اللاتي بايعنه، وشهدن معه مرحلة النبوة، وكن على قلب واحد لإكمال ونشر الرسالة، كما الرجال تمامًا، وبالتالي هناك العديد ممن لا يعرف عنهن الكثير، ومنهن لاشك من ساعدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الكثير من الأمور، ومنهن من ربته، ومن أرضعته، ومن احتضنته.
ومن أبرز هؤلاء لاشك قابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث وهي والدة الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف.
والقابلة أي هي التي باشرت على ولادة نبي الأمة وهاديها محمد صلى الله عليه وسلم، من أمه السيدة آمنة بنت وهب، ويروى أنها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، دخلت في الإسلام وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم هاجرت إلى المدينة.
قابلة الرسول
وكانت هذه المرأة أول عين ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أنها من قامت بتوليد السيدة آمنة، وكأنه شرف عظيم، أن تناله هذه المرأة، أن تكون أول الناس رؤية لخير البشر على الإطلاق، لذلك وهبها الله عمرًا مديدًا لتعيش حتى الرسالة، وتدخل في الإسلام.
ليس هذا فحسب فهي أيضًا أم لواحد من أهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سيدنا عبدالرحمن بن عوف، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أيضًا من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقد كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي عبد الرحمن.
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"أعظم شرف
، السيدة الشفاء بنت عوف هي أول من استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أولى لحظاته في الحياة، ونالت هذا الشرف، ومن ثم لاشك فهذا الأمر اختيار من رب العالمين، وبالتالي فهو شرف ليس بعده ولا قبله شرف، ويروى أنها كانت من المهاجرات، وجاءت فيها سنة العتاقة عن الميت، فإنها ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عبدالرحمن: يا رسول الله، أعتق عن أمي؟ قال: «نَعَمْ. فَأَعْتَقَ عَنْهَا».
والمعروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في عام الفيل، وتروي الأخبار عنه أنه كان عليه الصلاة والسلام يود كل النساء اللائي ساعدنه وهو صغير، لذا كان من أقرب الناس إليه، هو سيدنا عبدالرحمن بن عوف، ربما لأنه من السابقين في دخول الإسلام، وأيضًا لأن أمه كانت أول عين رأته بعد ولادته.