راعى الإسلام الآداب بصفة عامة ودعم كل ما من شأنه الحفاظ على الذوق العام والآداب التي تحفظ الكرامة الإنسانية بشكل عام.
ومن هذه الآداب ما يلي:
-أن تكون المجالس لنشر الفضائل والخير والمعاونة على الطاعة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت".
-صون اللسان فيها عن كل ما يغضب الله تعالى من كل قول يسيء إلى الآخرين، وإذا صدر من أحد الشباب قول منكر شرعاً، فإن الواجب على الحاضرين الإنكار عليه، لما روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان".
-ومن آداب المجالس أن يحفظ للرجل مكانه فهو أحق به من غيره، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
-ألا تجلس بين اثنين إلا بعد أن تستأذنهما لقول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا. رواه أبو داود، قال الخادمي: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ» لِإِنْسَانٍ «أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إلَّا بِإِذْنِهِمَا»، وَلِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَحَبَّةٌ، وَجَرَيَانُ سِرٍّ وَكَلَامٍ، فَيَشُقُّ عَلَيْهِمَا التَّفَرُّقَ، إلَّا فِي الْمَسْجِدِ إذَا كَانَ فِي الصَّفِّ فُرْجَةٌ.
-الحرص في ابتداء المجلس على إلقاء السلام على الجالسين فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا الجنة حتى تُؤمنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)).
-ومن الآداب الحكيمة التي راعها الإسلام ألا نجلس إلا حيث يجلسنا أهل البيت فهم أعلم بعورة بيتهم منا، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن تقيم المرأة من مجلسها ثم تجلس فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يُقيمن أحدكم أخاه ثم يجلس في مجلسه)).
-حفظ أسرار المجلس: عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا حدث رجل رجلًا بحديث ثم التفت فهو أمانة)).
-التوسيع في المجلس حسب الطاقة، فذلك خير لمن تريد أن تمشي أو تتحرك داخل المجلس، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾
- عدم استئثار أحد الجالسين بالحديث، بل تدع لغيرك فرصة المشاركة في الحديث؛ فإن كان في المجلس الواحد ثلاثة، فلا تتناجى اثنتان دون الثالثة مراعاة لمشاعرها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يُحزنه)).
-الحرص على كفارة المجلس بعد انتهاء المجلس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك)).