بقلم |
محمد جمال حليم |
السبت 16 نوفمبر 2024 - 11:40 ص
خلق الله القلب وخلق له ما يصلحه وحذر مما يفسده ويضره، فالقلب رغم أنه عضو الا انه من أهم الاعضاء إن لم يكن أهمها على الإطلاق.
إصلاح القلوب: ومما يدل على أهمية القلب أن عليه مدار إصلاح الجسد كله أو افساده ماورد فى الحديث الشريف «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ».
وقد دعا الاسلام الى تليين القلب وذلك بالأعمال التى تبين القلب وترققه وهذه الاعمال التي يدخل الله بها الرحمة في قلب عبده، بحيث يصير راحمًا للناس، شفيقًا عليهم.. ومن هذه الأعمال ما يلى، كثيرة:
كثرة ذكر الله، كما قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ {الأنفال:2}، وقال: اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ {الزمر:23}.
تذكر الآخرة وأحوال أهل القبور ومن ذلك زيارة القبور، والإكثار من تذكّر الموت، وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام.
التعرف على الفقراء والمستضعفين ومواساة المساكين، وإطعامهم، وتعاهد اليتامى، والإحسان إليهم، ففي المسند عن أبي هريرة: أن رجلًا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين. قال الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره.
ومما يرقق القلب أيضا دعاء الله تعالى؛ فإن الدعاء من أعظم أسلحة المؤمن، وأكبر السبل لتحقيق المرغوب، ودفع المرهوب، قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
ويلزم لترقيق القلب مجاهدة النفس لتحصيلها؛ فإن الخُلُق كما يكون طبعيًّا، يكون مكتسبًا كذلك، فالحلم بالتحلّم، والعلم بالتعلّم، وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ومن يتصبّر، يصبّره الله.
التعرف على الثواب الذي أعده الله للرحماء من ثواب من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.