يستحب التنفل في كل الأوقات لا سيما الأوقات الفاضلة التي رغب فيها الشرع الحنيف كالثلث الخير من الليل وعند غفلة الناس .
فضل التنفل:
وقد ورد في فضل التنفل الكثير من الآيات والأحاديث منها :
قوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك.."، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" رواه البخاري.
العبادة في الهرج:
ومن الأوقات التي يستحب بل يرغب فيها بالانشغال بالطاعة والتزام الشرع وما يعرف بوقت الهرج وهو وقت الفتن، وقد ورد في هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (العِبَادة في الهَرْج كهجرة إليَّ) رواه مسلم، وعند الإمام أحمد بلفظ: (العمل في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ)، وعند الإمام الطبراني في المُعجم الكبير بلفظ: (العبادة في الفتنة كهجرة إليَّ)، والمراد بالهَرْج لغة الاختلاط؛ هرج الناس يَهْرِجون -بالكسر- هَرْجًا من الاختلاط؛ أي اختلطوا، وأصل الهَرْج: الكثرة في المشي والاتساع، والهَرْج: الفتنة في آخر الزمان، والهَرْج: شدة القتل وكثرته؛ وفي الحديث الصحيح: (بين يَدَيِ الساعة هَرْج)؛ أي: قتال واختلاط، يؤيد هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن انتشار القتل من علامات الساعة حيث جاء في الحديث: (إن بين يَدَيِ الساعةِ أيامًا، يُرفَعُ فيها العلمُ، وينزلُ فيها الجهلُ، ويَكثُرُ فيها الهَرْجُ -والهَرْجُ القتلُ-) متفق عليه، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يتقارب الزمان، ويُقْبَضُ العِلمُ، وتظهر الفتنُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، ويَكثُرُ الهَرْجُ)، قالوا: وما الهَرْجُ؟ قال: (القتل) متفق عليه. ومن ثم يكون المعنى عبادة الله ساعة الفتن لا سيما كثرة القتل وسفك الدماء في هذه الحالة من يلتزم الشرع ويعبد الله يصير كمن هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثواب.
العبادة وقت الغفلة:
ومن يعبد الله تعالى وقت غفلة اناس له ثواب عظيم بل إنه ورد في معنى الهرج أنه وقت الفتن واختلاط الناس وهو وقت الغفلة فمن يلجأ إلى الله في هذا الوقت يصير كمن هاجر بقلبه إلى رسول الله وقد شبه النبي من يعبد الله في زمن الغفلة والفتن بالمهاجر لأن المهاجر يترك أهله وولده وماله وكذا من يعبد الله في وقت غفلة الناس يتركهم بقلبه ويهجر أفعالهم.
ومن صور العبادة في وقت الغفلة كثرة الصيام فالصوم وقت السهو والغفلة ومجاهدة النفس على ذلك زمن اللهو والرقدة لا يعلم عظم أجره ومقدار ثوابه إلا الله تعالى، وفي الحديث: "من صام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه و بين النار خندقًا كما بين السماء والأرض"؛ أخرجه الترمذي وصححه الألباني.
كذا صدقة السر..وكثرةالذكر والاختلاء عن الناس،
كما جاء في الحديث القدسي: (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم).