التبرك له ضوابط بينها الإسلام واعتبر الخروج عن هذه الضوابط مدخلا للشرك عياذا بالله.
ومما ذكرته السيرة أن التبرك كان عادة جاهلية حتى إن الجاهليين كان لهم طقوس وعادات وتقاليد يتوارثونها حتى جاء الإسلام وأبطل هذه العادات وبين خطرها على العقيدة كونهم كانوا يعتقدون أن أشياء معينة تنفع وتضر وتجلب الحظ والنصيب وبعضها يتشأم من وجوده إلى غير ذلك من المخالفات.
شجرة ذات أنواط:
ومما ذكرته السيرة النبوية أيضاً أن صلى الله عليه وسلم مر يوم حنين على شجرة كان يعظمها المشركون أو شجرة ذكرتهم بالشجرة التى يعظمها المشركون والتى يقال ذات أنواط وان الصحابة لما رأوا هذه الشجرة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن بين خطر هذا، تقول بعض الروايات أن أحدا كان عندها ساعة مر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط، يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله! اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}. والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني.
وقد ذكرت اللجنة العلمية بإسلام ويب أن بعض رويات الحديث تفيد أنهم لم يمروا بهذه الشجرة بعينها، وإنما مروا بشجرة عظيمة ذكرتهم بها، ففي رواية للحديث عند أحمد: كان للكفار سدرة يعكفون عندها، ويعلقون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط، قال: فمررنا بسدرة خضراء عظيمة فقلنا .. "، فيما جاء في بعض الروايات أن العرب إنما كانت تأتي هذه الشجرة يوما واحدا في السنة، ففي رواية ابن إسحاق: كانت كفار قريش، ومن سواهم من العرب لهم شجرة عظيمة خضراء يقال لها (ذات أنواط) يأتونها كل سنة، فيعلقون أسلحتهم عليها، ويذبحون عندها، ويعكفون عليها يوما، قال: فرأينا ونحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سدرة خضراء عظيمة، فتنادينا من جنبات الطريق: يا رسول الله؛ اجعل لنا ذات أنواط ..".
إنكار النبي على الصحابة:
والمقصود أن المنكر الحاصل في هذه القصة ليس في عكوف قوم وإشراكهم عند هذه الشجرة بالفعل، وإنما كان في قول من قال: "اجعل لنا ذات أنواط ..". وهذا قد أنكره النبي صلى الله عليه وسلم، وبيَّن ما فيه من الانحراف والخطأ