بركة الرسول ثابتة وهذه البركة هي سبيل لتوسعة الرزق ووفرته فوجود الرسول بين الصحابة كان سببا أكيدا لزيادة الخير لهم ودفع الضر عنهم.
دعاء الرسول بالبركة:
وهنا أحاديث كثيرة تثبت هذه البركة وأنه صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الدعاء بالبركة لمن يزوره أو يحبه حتى يزداد الخير عنده فعن الوليد بن عقبة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( لما فتح نبي الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيدعو لهم بالبركة ويمسح رءوسهم ) رواه أبو داود .
بركة رسول الله :
وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: ( كنت عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال، فأتى النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟، فقال له: أبْشِر، فقال: قد أكثرت عليَّ من أبشر، فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان، فقال: ردَّ البُشرى، فاقبلا أنتما، قالا: قبلنا، ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه، ومج فيه ثم قال: اشربا منه، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا، فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما, فأفضلا لها منه طائفة ) رواه البخاري .
طعام جابر ببركة رسول الله:
ومن القصص الرائعة التي تظهر بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومالها من خير يفيض على أصحابه ومن يتعامل مهم رسول الله ما صح من قصة جابر بم عبد الله ذلكم الصحابي الجليل الذي كان يحفر مع الرسول الخندق؛ فعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا ، فَانْكَفَأْتُ إِلَى امْرَأَتِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شيء فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَمَصًا شَدِيدًا . فَأَخْرَجَتْ إِلَىَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ ، وَلَنَا بُهَيْمَةٌ دَاجِنٌ فَذَبَحْتُهَا ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، فَفَرَغَتْ إِلَى فراغي، وَقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا ، ثُمَّ وَلَّيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ لاَ تفضحني رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ مَعَهُ . فَجِئْتُهُ فَسَارَرْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَبَحْنَا بُهَيْمَةً لَنَا، وَطَحَنَّا صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا ، فَتَعَالَ أَنْتَ، وَنَفَرٌ مَعَكَ . فَصَاحَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ « يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ ، إِنَّ جَابِراً قَدْ صَنَعَ سُورًا فحي هَلاً بِكُمْ » . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم : « لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ ، وَلاَ تَخْبِزُنَّ عَجِينَكُمْ حَتَّى أجيء » . فَجِئْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْدُمُ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي ، فَقَالَتْ: بِكَ وَبِكَ . فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي قُلْتِ . فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا ، فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارَكَ ، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى بُرْمَتِنَا، فَبَصَقَ وَبَارَكَ، ثُمَّ قَالَ « ادْعُ خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعِك، وَاقْدَحِي مِنْ بُرْمَتِكُمْ، وَلاَ تُنْزِلُوهَا»، وَهُمْ أَلْفٌ ، فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ لَقَدْ أَكَلُوا حَتَّى تَرَكُوهُ، وَانْحَرَفُوا ، وَإِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ ، وَإِنَّ عَجِينَنَا لَيُخْبَزُ كَمَا هُوَ.
وهذا الحديث يظهر جانبًا مضيئًا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا فقد استوعب طعام جابر مع قلته ألف رجل من الصحبة وفاض أيضا.