ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول صاحبه: "عند دخولي المسجد يحدث لي خوف شديد جدًا ولا أستطيع أن أكمل، وفي المنزل أصلى جيدًا.. فماذا أفعل؟".

وأجاب الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: "لا تترك المسجد، اذهب إليه مرة واثنين وثلاثة إلى أن تنحل هذه العقدة".

اقرأ أيضا:

بناء مسجد أولى أم بناء بيت للأولاد؟

وصفة رائعة تعلمك كيف تتذوق الصلاة؟ 

يكشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، من خلال مقطع فيديو نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "يوتيوب"، لمشاهديه ومتابعيه كيف تتذوق حلاوة الصلاة، مقدًما وصفة عملية رائعة تجعلك في خشوع دائم أثناء الصلاة.

وقدم "خالد" عبر سلسلة "أخلاق وعبادات" طرقًا مجربة وسهلة للحفاظ على صلاة الجماعة بالمسجد على وقتها، قائلاً إن لم تستطع الذهاب إلى المسجد فحاول المحافظة على صلاة الجماعة في مكان آخر سواء البيت أو العمل أو أي مكان يمكن الصلاة فيه.

واستشهد خالد بقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ}.. [النور : 36 - 37].

وتابع: إذا استطعت أن تصلي ولو صلاة واحدة في المسجد على مدار يومك، بل وتجعل لهذه الصلاة الأولوية وسط مشاغل الحياة الكثيرة تعطي اليوم مذاقا مختلفا بل وتضبط باقي اليوم.

واستدرك خالد: ما قرأته عن الأديب مصطفى صادق الرافعي يقول: "المسجد يكون في الأرض ولكن السماء تكون فيه"، وكذلك ذكر الحديث الشريف عَنْ أبي هريرة - رضى الله عنه - عن النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعدَّ اللَّهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ".. "متفقٌ عَلَيهِ"، أى ان العبد كلما ذهب إلى المسجد وجد في الجنة في كل خطوة رزقاً هدايا الله التي لا يعلمها إلا هو.

وأضاف: قال رب العزة في الحديث القدسي: (إن بيوتي في أرضي المساجد، وإن زواري فيها عمّارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته، ثم زارني في بيتي، فحق على المزور أن يكرم زائره).. "رواه الطبراني عن ابن مسعود"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة".. "متفق عليه".

وسرد تجربته الشخصية، قائلاً إنه تصادف عند ذهابه إلى التصوير بابنه وأصدقائه يستعدون لصلاة المغرب جماعة، فطلب منهم أن يصلي معهم، ويحكي أنه بعد الانتهاء من هذه الصلاة شعر بالخشوع والقوة لأن صلاة الجماعة تعطي شعورًا بالقوة وطلب منهم أن يدعوا معًا عقب هذه الصلاة، فالتجربة توجب علينا جميعًا أن لا نحرم من نحب أو حتى لا نحب ومن نعرف أو لا نعرف من لذة هذه العبادة الجميلة وهي صلاة الجماعة.

3 طرق تعلمك الخشوع في الصلاة

يكشف الدكتور عمرو خالد، من خلال مقطع الفيديو عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" كيف تخشع في الصلاة؟، مشيرا إلى 3 طرق عملية مجربة رائعة للخشوع في صلاتك.

وقال خالد إن هناك ثلاثة طرق للمساعدة بقوة على الخشوع في الصلاة نفذهم وعش بهم وعلمهم لأولادك وأصحابك وانشرها في كل مكان.

وأوضح "الطريقة الأولى هي أن تعش اللحظة بمعنى أنك تنسى الماضي والمستقبل، فالناس محصورة بين أمرين آلام الماضي ومشاكله ومخاوف المستقبل وتوقعاته.. فإذا استطعت وأنت تدخل في الصلاة على تنحيه الماضي والمستقبل قليلاً وتعيش اللحظة مع الله في الصلاة سوف تستمتع بحلاوة الصلاة وتستفيد أكبر طاقة ممكنة، وذلك لأن الصلاة طاقة ونور وقوة".. عش اللحظة في الصلاة بغلق وإطفاء كل مشاكل الماضي والمستقبل وعيش مع الله".

وأضاف: "الطريقة الثانية لتخشع في الصلاة وتستمع في الصلاة هي أنت تأخذ قرار والنية أنك سوف تقابل المولى عز وجل، فحقيقة الصلاة هي أنها صلة بالله تبارك وتعالى.. فالصلاة فرضت في معراج النبي صلى الله عليه وسلم لتعرج روحك 5 مرات إلى الله في اليوم.. فعندما تصلي كما لو أنك ترسل روحك إلى الله تبارك وتعالى، فأعبد الله كأنك تراه كما لو أنك تقف بين يديه تعبده، خذ نية قبل ما تقول (الله أكبر) أنك تقف بين يدي الله وأنك تعبده كأنك تراه.

وتابع خالد: "الطريقة الثالثة الرائعة التي تساعدك على الخشوع في الصلاة هي أن تفهم رموز الصلاة، فالصلاة لها رموز وكل حركة نقوم بتأديتها لها معنى.. فـ(الله أكبر) إياك أن تدخل الصلاة وهناك في قلبك ما هو أكبر من ربنا وإياك أن تكذب وتقول بلسانك غير ما تبطنه في قلبك.. ثم أقرأ الفاتحة وأنت واقف ولماذا واقفًا وليس جالسًا .. فنحن نقف تأدبًا بين يدي الله عز وجل، وإذا ألتفت يقول لك الله تبارك وتعالى (إلى خير مني) فأنت دخلت في المقابلة بالفعل مع الله فهي سميت صلاة من الصلة.

وأردف الداعية الإسلامي بالقول: "ثم نركع فأنت تقول لله إنك ما حييت لا تحني رأسك إلا لك يا رب وتقول (سبحان ربي العظيم) وأملأ قلبك ولسانك بكلمة العظيم ولذلك نقولها ثلاث مرات من أجل أن تثبت في القلب، ثم ترفع رأسك وتقول (سمع الله لمن حمده) فإنما يسمع الله للحامدين ويستجيب الدعاء للحامدين، ثم تسجد وتقول أيضًا (الله أكبر) لعلك تكون قد نسيت أن الله أكبر من كل شيء .. وضع رأسك في الأرض وأنت الآن قريب جدًا وشديد القرب إلى الله فادعوا واطلب من الله فأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد فاكثروا من الدعاء، ثم تجلس لتقول التحيات وهي لها معاني جميلة وعظيمة جدًا ثم تختم الصلاة بسلام والنية إلى السلام بعدما تبدأ حياتك بعد الصلاة.

وخلص خالد إلى القول: "ثلاثة طرق تجعلك تخشع في الصلاة وتستفيد بحلاوة الصلاة: عش اللحظة ـ خذ قرار ونية أنك سوف تقابل الله تبارك وتعالى واعبده كأنك تراه ـ وافهم معاني ورموز الصلاة وتذوقها"، مضيفا "يا رب أملأ قلوبنا بالخشوع بين يديك ونحن نصلى .. يا رب أملأ قلوبنا بحلاوة الصلاة وحلاوة الإيمان".