ففي زيارة له لليابان عام 1975 رأى مصانع شركة توشيبا فطلب منهم إنشاء مصنع في مصر، وكان لديه أرض في طريق مصر-إسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، وتم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر، وحصل على توكيلها..

ظل يكافح من أجل النجاح وإثبات ذاته بعيد عن الأضواء حتى أقام مجمعه الصناعي بمدينة بنها، وعلى مدار العقود التالية زادت شراكاته مع شركات يابانية مصنعة للأجهزة الإلكترونية وغيرها ليصبح وكيلاً لعلاماتها التجارية مثل سوني، سيكو، إن إي سي، وهيتاشي، وبهذا استطاع العربي أن يثبت لنفسه وللآخرين أن العمل الجاد المتواصل يرفع قدر صاحبه.

لم يكن في بدايته من أصحاب الأموال بالعكس فقد كان الفقر يحي به من كل جانب فقد نشأ لأسرة فقيرة بقرية تابعة لمركز أشمون منوفية  فقد كان والده مزارعًا مستأجرًا يزرع أرضًا ليست ملكه، وقام بإرساله إلى "الكُتَّاب" وهو في سن ثلاث سنوات فتعلم القرآن، ولم يلتحق بالتعليم بسبب ظروف والده الاقتصادية.

لكنه ومع هذا لم يستسلم للوضع وظل يكافح حيث ظهرت عليه أمارات الذكاء وميوله التجارية.. كانت بداياته يعمل بائعًا في متجر حيث ظهر عنده ميلا للتجارة منذ صغره فكان وهو طفل صغير يبيع لعب الأطفال على مصطبة بيتهم بالقرية في العيد ويدخر الأصل والمكسب يعطيه لأخيه غير الشقيق فيشتري له غيرها ولما وجد فيه الأخ هذه الموهبة اصطحبه للقاهرة حيث عمل بالموسكي بائعًا من محل لمحل ثم اشترى وشريك له محلا بالموسكي وبدأ التحول من عامل لصاحب عمل .

 لم يقل عطاؤه الخيري عن عطائه التجاري فالرج لكان محبا للخير منذ نعومة أظفاره ولم  لا وقد حفظ القرآن في الصغر وتربى في القرية على حب الناس والتعاون وحينما كان يكبر نشاطه التجاري كان يزداد معه نشطاه الخيري فيخرج للفقراء ويساعد المرضى ويعاون المحتاج ويجهز الأرامل وأصحاب الحاجات فاشتهر بهذا وكان من جميل ما صنع ساعة أزمة كورونا حين توقف الإنتاج واضطر للعمال للجلوس في البيت بسبب هذه الأزمة الطاحنة ساعتها ظهر جانبا مضيئا من معدنه الأصيل حيث ظل يصرف رواتب العمال جميعا وهو لا يعملون وظل على هذا شهورا طويلة فأحبه الجميع ودعوا له بالبركة واستجاب الله لهم وشملته دعوات الضعفاء والفقراء فزاد نشاطه بشكل رهيب حتى وصلت مبيعات "مجموعة العربي" أكثر من 400 منتج في 22 دولة، وتتكون شبكة التوزيع والخدمات للمجموعة من أكثر من 2800 مركز بيع وأكثر من 180 مركز لخدمات ما بعد البيع.

حصد رجل الأعمال المصري محمود العربي على العديد من الأوسمة والجوائز منها وسام ياباني (وسام الشمس المشرقة) من الإمبراطور الياباني أكيهيتو في مايو 2009. لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية.. وظل الرجل يدعم الصناعة الوطنية ويشجع على تطويرها كما ظل يساعد الفقراء ويقوم على حاجتهم ضمن جمعياته الخيرية حت وفاته المنية اليوم الخميس 9 سبتمبر 2021 ميلاديًّا.. بعد رحلة عطاء دامت عقودا.