علمت أن السهر إذا أدى إلى النوم عن صلاة الفجر يصير محرما، واليوم نمت قبل دخول الوقت، وجعلت منبها لكي يوقظني، واستيقظت بالفعل مع الأذان، ولكن عدت للنوم، وقلت أستيقظ عند الإقامة، وعندما أقيمت الصلاة أيقظني أخي، واستيقظت وأنا أشعر بالنعاس، ولا أعلم لم عدت للنوم، ولكن نمت فعلا، واستيقظت مع شروق الشمس.
مع العلم أنها ليست أول مرة، ولكن هذا نادرا ما يحدث. تقريبا في آخر ستة شهور لم أضيع صلاة الفجر بسبب النوم إلا أربع، أو ست مرات تقريبا.
السؤال: تبت وعزمت أن لا أسهر مرة أخرى إذا لم يكن لدي شيء علي فعله، ولكن أصبح الإشكال عندي ما إذا أردت أن أفعل شيئا مثلا هل يجوز لي الخروج إلى السوق مع أهلي بعد صلاة العشاء؟ أم هو محرم علي؟
مع العلم أننا نعود قبل الساعة 12، وأحيانا معها. وهل يحرم مثلاً أن أؤخر موعد نومي إلى الساعة 11 بعد العشاء، يعني ثلاث ساعات بعد العشاء(موعد أذان الفجر 4:46) لكي أذاكر للامتحانات؟
وأصبحت لا أستعمل هاتفي من بعد صلاة العشاء، ولا أشرب الشاي عند بدء دخول وقت المغرب؛ لكي لا ينشط دماغي، وأنام مبكرا، ولكن أحيانا تضعف نفسي، فأقوم بالبحث عن شيء على الإنترنت بعد صلاة العشاء، وأيضا حتى لو لم أستعمل الهاتف تضعف نفسي، وأتحدث مع إخوتي، أو أمازحهم بعد صلاة العشاء، مع أني أكون مستلقيا على السرير للنوم، ولكن عندما يدخلون الغرفة أحب الحديث معهم، أو ممازحتهم، ومن ثَمَّ أنام، فأشعر بتأنيب الضمير، وأقول في نفسي إني بهذا الفعل نشطت عقلي، وبالتالي زاد احتمال أن أسهر، وبالتالي زاد احتمال أن أفوت صلاة الفجر، وبالتالي أنا مذنب لأني كالمتعمد.
مع العلم أني بعد الحديث مع إخوتي غالبا أنام الساعة الحادية عشرة والنصف، أو الثانية عشرة، ولا تفوتني صلاة الفجر -ولله الحمد- إلا مرتين فاتتني صلاة الجماعة في المسجد، وصليتها مع أخي في البيت، ولكن في وقتها، وهذا نادر.
عموما هل يصبح السهر محرما في حقي بسبب تلك المرات التي فاتتني صلاة الفجر فيها -مع أنها قليلة-؟
وإذا نمت مبكرا سيقل احتمال أن أفوت صلاة الفجر أكثر-أم لا يزال مكروها؟
وإذا كنت قللت من السهر بدلا من أن أنام الساعة الثانية صباحا أنام الساعة الحادية عشرة، وإذا لم أترك السهر، ولكن دائما أضع منبها، وفي أغلب المرات بنسبة 98% أستيقظ، وأصلي الفجر في جماعة أعتبر مذنبا؟ لأني أعلم أن هناك احتمالا 2% أن لا أستيقظ، وبالتالي أكون فرطت في الأخذ بالأسباب.
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: ليس السهر محرما، وغاية ما في الأمر أنه يكره الحديث بعد العشاء إلا لمصلحة راجحة، فإن وجدت مصلحة راجحة لسهرك؛ كمحادثة ضيف، أو طلب علم؛ فلا كراهة في سهرك، وإلا فالأولى أن تبادر بالنوم بعد العشاء لتقوم إن أمكنك لصلاة الليل، وتقوم لفريضة الفجر نشيطا.
قال البهوتي في شرح الإقناع: (وَيُكْرَهُ النَّوْمُ قَبْلَهَا، وَلَوْ كَانَ لَهُ مَنْ يُوقِظُهُ، وَالْحَدِيثُ بَعْدَهَا) لِحَدِيثِ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ الْعِشَاءَ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، وَكَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَعَلَّلَهُ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا، وَهَذَا يُخْرِجُهُ عَنْ ذَلِكَ (إلَّا) الْحَدِيثَ (فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ شُغْلٍ، أَوْ شَيْءٍ يَسِيرٍ، أَوْ مَعَ أَهْلٍ، أَوْ ضَيْفٍ) فَلَا يُكْرَهُ لِأَنَّهُ خَيْرٌ نَاجِزٌ، فَلَا يُتْرَكُ لِمَفْسَدَةٍ مُتَوَهَّمَةٍ. انتهى
وإذا علمت هذا، فلا إثم عليك بحال فيما ذكرت، والنائم قبل دخول وقت الصلاة لا يأثم إذا فاتته الصلاة، والمشروع له أن يأخذ بأسباب الاستيقاظ، فإن استيقظ فبها، وإلا صلى فور استيقاظه.
وأما بعد دخول وقت الصلاة؛ فيحرم النوم على من علم، أو غلب على ظنه أنه لا يستيقظ قبل خروج الوقت.
اقرأ أيضا:
هل جاء في الإسلام أن صوت المرأة عورة؟اقرأ أيضا:
يكتب بيت الزوجية باسم زوجته .. ويجبرها على التنازل عن مؤخر الصداق.. فما الحكم