كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل على درجة عالية من العلم والعمل، لا تغرّه الأماني ولا ينخدع لحديث أحد، بل كانت المراقبة والمداومة على مجاهدة النفس هي منهجه وحياته.
1- قال ابنه صالح : كان أبي إذا دعا له رجل, يقول: الأعمال بخواتيمها.. وكنت أسمعه كثيرا يقول: اللهم سلم سلم.
2- وقد ذكر أن سعيد بن المسيب كان يقول: اللهم سلم سلم.
3- كما كان عمر بن عبد العزيز كان يكثر أن يقول: اللهم سلم سلم.
4- وروى صديق الإمام أحمد أبو بكر المروذي, قال: أدخلت إبراهيم الحصري على أبي عبد الله - وكان رجلا صالحا - فقال: إن أمي رأت لك كذا وكذا, وذكرت الجنة, فقال: يا أخي, إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا, وخرج سهل إلى سفك الدماء, وقال: الرؤيا تسر المؤمن ولا تغرّه.
5- وذكر المروذي أيضا: وسمعت محمد بن حازم يقول: كنت عند أبي عبد الله, فأتاه رجل شيخ, فقال: يا أبا عبد الله, مررت بقوم فذكروك, فقالوا: أحمد بن حنبل من خير الناس.. فما اكترث لذلك.
6- وسمع المروذي أيضا الإمام أحمد يقول: الخوف يمنعني من أكل الطعام والشراب فما أشتهيه.
7- وروى أيضا: أراد أبو عبد الله أن يبول في مرضه الذي مات فيه, فدعا بطست فجئت به, فبال دما غريبا, فأريته عبد الرحمن المتطبب, فقال: هذا رجل قد فتت الغم - أو قال: الحزن - جوفه.
8- كما دخل على الإمام أحمد يوما, فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض, ونبيه يطالبه بأداء السنة, والملكان يطالبانه بتصحيح العمل؛ ونفسه تطالبه بهواها, وإبليس يطالبه بالفحشاء, وملك الموت يطالبه بقبض روحه, وعياله يطالبونه بالنفقة؟
9- وذكر أيضا: دخلت موضعا وأبو عبد الله متوكئ علي يدي, فاستقبلنا امرأة بيدها طنبور مكشوف- آلة موسيقية-, فتناولته منها, فكسرته, وجعلت أدوسه, وأبو عبد الله واقف منكس الرأس إلى الأرض؛ فلم يقل شيئا؛ وانتشر أمر الطنبور, فقال أبو عبد الله: ما علمت بهذا, ولا علمت أنك كسرت طنبورا بحضرتي إلى الساعة.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين