باعتراف أحد موفدي قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وشهادته أمام قريش تكفي في توضيح علاقة ومحبة الصحابة للنبي الكري صلى الله عليه وسلم.
حينما رجع عروة بن مسعود الثقفي كموفد لقريش من عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: إني وفدت على كسرى وقيصر ولم أرَ أحد يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا".
حب متبادل:
1-عن زيد بن أسلم، قال: " هلك عثمان بن مظعون فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجهازه فلما وضع على قبره قالت امرأة: هنيئا لك أبا السائب الجنة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما علمك بذلك؟»
قالت: كان يا رسول الله يصوم النهار، ويصلي الليل، قال: " بحسبك لو قلت: كان يحب الله ورسوله ".
جائزة عظيمة لصحابي:
2- كان طلحة بن البراء رجلا من بني أنيف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أبايعك على أن تقتل أباك» ، قال: فأمسك بيده، قال: ثم جاء مرة أخرى فقال: «أبايعك على أن تقتل أباك» فأمسك بيده، ثم جاء مرة أخرى فقال: «أبايعك على أن تقتل أباك»، فبايعه، فأمره ألا يقتله.
قال: ثم إن طلحة اشتكى شكوى فمرض، قال: فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده فرأى به الموت فقال لبعض من عنده: «إذا نزل به الموت فآذنوني حتى أشهده وأصلي عليه».
قال: فنزل به الموت من الليل، فقال بعض من عنده : آذنوا رسول الله.
فقال: لا تفعلوا، قالوا: ولم يا طلحة والناس يستشفعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرهم الموت؟
قال: أخشى أن تصيبه نكبة أو تلدغه عقرب أو تنهشه حية، قال: وألقى الله بذلك، قال: فتركوه حتى أصبح.
فلما مات آذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " ألم أقل لكم: إذا نزل به الموت فآذنوني؟ ".
فقالوا: أردنا يا رسول الله أن نفعل فمنعنا وقال: أخشى أن تصيبه نكبة، أو تلدغه عقرب، أو تنهشه حية فألقى الله بذاك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم الق طلحة بن البراء تضحك إليه ويضحك إليك».
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينمزاح صحابي مع النبي:
3- كان عبد الله بن حمار، في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتري العكة من السمن أو العكة من العسل أو الشيء من السوق، فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أهديت هذا لك يا رسول الله.
فإذا جاء صاحبه يبتغي ثمنه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: أعطوا ثمن متاعه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو ليس إنما أهديته لي؟» فيضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويأمر به فيعطى ثمنه.
وكان لا يزال يؤتى بهذا الصحابي شاربا للخمر في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمر به فيضرب، فأتي به ذات يوم وقد شرب.
فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبه؛ فإنه يحب الله ورسوله».