ذكرت كتب المجالس الكثير من نوادر البخلاء ، وعجائب من البلدان التي اشتهرت بالبخل، وما ذكر عنهم من غريب المواقف والحالات، ومن ذلك:
1-أن رجلا من المراوزة، سمع الحسن البصري، وهو يحثّ الناس على المعروف، ويأمر بالصدقة، ويقول: «ما نقص مال قطّ من زكاة»، ويعدهم سرعة الخلف عليهم.
فتصدّق المروزيّ بماله كله فافتقر، فانتظر سنة وسنة، فلما لم ير شيئا أسرع على الحسن، فقال: «حسن ما صنعت بي؟ ضمنت لي الخلف، فأنفقت على عدتك، وأنا اليوم مذ كذا وكذا سنة أنتظر ما وعدت، لا أرى منه قليلا ولا كثيرا. هذا يحلّ لك؟ اللص كان يصنع بي أكثر من هذا»؟
فائدة:والخلف والعوض على الإنسان يكون معجّلا ومؤجلا، ومن تصدّق واشترط الشروط استحقّ الحرمان.
ولو كان هذا على ما توهمّه المروزي لكانت المحنة فيه ساقطة، ولترك الناس التجارة، ولما بقي فقير، ولذهبت العبادة.
2- وأصبح رجل يدعى ثمامة شديد الغمّ حين احترقت داره، وكان كلما دخل عليه إنسان قال: الحريق سريع الخلف.
فلما كثر ذلك القول منهم، قال: "فاستحرق الله .. اللهم إني أستحرقك فأحرق كل شيء لنا .
عجائب وغرائب:1-وذكر: أن ناسا من المراوزة إذا لبسوا الخفاف في الستة الأشهر التي لا ينزعون فيها خفافهم، يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر، وعلى أعقاب أرجلهم ثلاثة أشهر حتى يكون كأنهم لم يلبسوا خفافهم إلا ثلاثة أشهر، مخافة أن تنجرد نعال خفافهم أو تنقب.
2- وحكى أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار النظام، عن جاره المروزي: أنه كان لا يلبس خفا ولا نعلا إلى أن يذهب النبق اليابس، لكثرة النوى في الطريق والأسواق.
قال: ورآني مرة، مصصت قصب سكر، فجمعت ما مصصت ماءه، لأرمي به، فقال: «إن كنت لا تنوّر لك- فرن- ، ولا عيال عليك، فهبه لمن له تنّور وعليه عيال. وإياك أن تعوّد نفسك هذه العادة في أيام خفّة ظهرك، فانك لا تدري متى تأتيك العيال» .
اقرأ أيضا:
أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"