قد يصل الكذب في بعض الأحيان لحد المرض النفسي الذي يفضح صاحبه، خاصة إذا استمرأ الإنسان الكذب، وتحرى خداع نفسه، فوقتها قد ينكشف أمره امام الناس ويصبح مادة للسخرية، بعدما أصبح يتلذذ بنسج خيوط الكذب، فلماذا يكذب الناس؟ وما الدافع وراء كذب الإنسان، سواء كان هذا الكذب بسبب أو من غير سبب، خاصة إذا وصل بصاحبه إلى مرحلة التدني وسواد الوجه أمام أقرانه، حينما يتحول إلى عادة طبيعية مثل التنفس أو شرب الماء.

فالكذب خصلة سيئة، يقول الله تعالى: ﴿إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب﴾ [ سورة غافر: 28] ويقول في سورة الحج:30 (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، وقال تعالى ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ﴾ [الزمر: 32].

كما أن الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة بنت أبي بكر “ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة”.

فضلاً عن أن الكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم “أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر”.

 وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار”.

و روى مالك في موطئه من حديث صفوان بن سليم: أنه قيل للرسول عليه الصلاة والسلام: “أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا”.

 ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : “عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا ”.

أعظم أنواع الكذب

في الإسلام يعد الكذب على الله وعلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، أعظم أنواع الكذب مطلقا، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، يقول تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ) [الزمر-60].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:”ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار”.

اقرأ أيضا:

الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبر

متى يكون الكذب مباحًا؟

الكذب للإصلاح بين المتخاصمين.

 خداع الأعداء في المعركة.

 الكذب لإرضاء الزوجة.

قالت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها: “لم أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها“.


7 أسباب تدفع للكذب

 1-الكذب لإرضاء الناس

2- لتجنب الإحراج

3-الكذب للتأثير على الآخرين

 4-الكذب لتجنب نتيجة سلبية

5- الكذب لتحقيق نتيجة إيجابية

6-الكذب لجعل لإثارة للإعجاب

7-الكذب للحفاظ على كذبة سابقة

علامات تفضح الكذاب

زيغ البصر: يتعمد الكاذب دائماً إزاغة بصره أثناء الحديث.

استخدام كلمات قليلة

التكلف العصبي

التكرار: الكاذب يميل عادةً إلى استخدام نفس الكلمات مرات متتالية وكذلك نفس المبررات.

يميل الكذاب إلى أن ينسب للآخرين تصرفات وأقوال رديئة خصوصاً رذيلة الكذب التي هو مصــاب بها كما أنه سريع النسيان وقد يفضح نفسه بنفسه من كثرة مواقف الكذب التي عاشها وتناقضها أحياناً.

 بأن يتم سرد تفاصيل كثيرة كمقدمة لحكاية ما، ثم عندما يصل إلى لب الحكاية تجده يبخل في التفاصيل، ويحاول إغلاق الموضوع بشكل سريع.