عزيزي المسلم، هل تريد أن يؤتيك الله من فضله مالم يخطر ببالك!، عليك بالاجتهاد والاستغفار معًا.
إذ يقول أحد العلماء: «من اجتهد واستعان بالله تعالى ولازم الاستغفار والاجتهاد، فلا بد أن يؤتيه الله من فضله ما لم يخطر ببال»، وما ذلك إلا لأن للاستغفار فضل عظيم جدًا ليس كمثله فضل.
قال تعالى موضحًا هذا الفضل: « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)» (نوح).
وهو ما أكدته السنة النبوية في أكثر من حديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب».
أمطار الخير
من تمسك بالاستغفار نال فضلاً عظيمًا، كأنها أمطار الخير، ولو لم يكن الأمر كذلك، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله أكثر من مئة مرة في اليوم.
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»، وفي صحيح مسلم عن الأغر المزني - وكانت له صحبة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة»، لكن من المهم بمكان أن نعيش الاستغفار لحظة بلحظة، لكن أيضًا ألا نتكاسل، ونجتهد قدر الإمكان، عملاً بأن الله لا يمكن أن يضيع أجر من أحسن عملاً.
يروى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بقوم يجلسون حول الكعبة فسألهم: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون.. قال «عمر»: لستم المتوكلين ولكنكم المتواكلون، ومن فوائد الاستغفار أيضًا أنه يزيد من قوة الإنسان، كما قال تعالى: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ» (هود:52).
اقرأ أيضا:
الكسل داء يبدد الأعمار والطاقات.. انظر كيف عالجه الإسلامكيفية الاستغفار
قد يتساءل أحدهم، وكيف هي طريقة الاستغفار الأفضل لكي يستجاب لنا؟.. وهنا علينا أن نعرف جيدًا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفعل ذلك، ومنه ما أخرجه النسائي بسند جيد من طريق مجاهد عن ابن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه في المجلس قبل أن يقوم مائة مرة، وله من رواية محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر بلفظ: إنا كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة».