أصبح أحمد رمضان، الطالب بكلية الصيدلة جامعة الزقازيق، حديث رواد وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خلال الساعات الماضية، بعد أن أقام زملاؤه له ممرًا شرفيًا، تقديرًا له نظير مساعدته لهم، وخدماته لكافة زملائه دون كلل أو ملل.

وأقام زملاء رمضان له احتفالاً في يوم تخرجه، حيث أقاموا ممرًا شرفيًا له، ووضعوا "بانر" كبيرًا يحمل صورته، كتب عليه زملاؤه: "سلامنا وحبنا لمن يعطون المعروف دون انتظار شكر ومن كانوا في الشدة عون وفي الرخاء رفاق، فيبجل كل من تواجد من أجل الآخرين دائمًا حتى وإن نسي نفسه في طيات ذلك.. أجمل عبارات الشكر والثناء لن توفيك حقك فكنت نعم الزميل والأخ والصديق.. جزاك الله خيرًا وتوفيقًا وسعادة جزاء لما قدمته لنا بعين الحب ويد المساعدة لوجه الله".

وهو الموقف الذي تحدث عنه والده رمضان عباس، قائلاً: "لم يتمالك نفسه من البكاء شكرًا لزملائه الذين قدروا له دعمه إياهم.. كان موقفًا نبيلاً منهم".

وأضاف: "ابني رفض أن يعمل في مكان لجلب المال خلال فترة جائحة كورونا بسبب تفرغة للعمل الخيري ومساعدة زملائه بكلية الصيدلة".

ويقول زملاء رمضان وهو من أوائل الدفعة، إنه كان يسارع إلى مساعدة الجميع، ويتطوع لهم في شرح المحاضرات في مختلف المواد لساعات طويلة، في ظل جائحة كورونا التي دفعت الجامعات في مصر إلى تطبيق التعليم عن بعد.

وكتبت زميلة له (أماني الشبراوي) في منشور على موقع "فيس بوك"، قائلة: "أنتوا متخيلين ٦ أو ٧ مواد بيشرحها حوالي من ٢٠ ل ٢٤ دكتور كان بيشرحهم لنا كلهم لوحده!، متخيلين ٥ ساعات قاعد ع اللاب يشرحلنا ريكورد في مادة واحدة ع شان يقفله ويقوم يشرح كمان ٥ ساعات لمادة تانية وبعدين احنا في الآخر نسرع الريكورد ونسمعه في ساعتين ونص! ساعات يومه ومجهوده كان بيبذلهم ع شان يوفر علينا احنا فلوسنا ووقتنا وجهدنا.. أحمد رمضان صوت أهلنا حفظوه من كتر ما كان بيشتغل في بيوتنا".

لم يقتصر الأمر على التسجيلات التي كانت تستغرق ساعات طويلة، إذ أنه ووفقًا لقولها، كان يرد على أي تساؤل من زميل له ويكتب منشورًا يتضمن شرحًا وتوضيحًا للمطلوب من زملائه في "السكاشن"، وكان يكتب منشورًا مساء كل يوم بجميع الأشياء المطلوبة منهم.

اقرأ أيضا:

أبو بكر "قلب الأمة الأكبر" بعد النبي و" أمير الشاكرين"

هذا الأمر لم يأت من فراغ بل كان مبنيًا على ثقة كبيرة تجاه رمضان، إلى حد قولها إن "الدفعة كانت بتمشي وراه وهي مغمضة عيونها ع شان عارفة ومتأكدة إن مصلحة الدفعة بالنسبة له أهم من أي حاجة حتى أهم من مصلحته الشخصية -والثقة دي اتبنت بالمواقف مش بالكلام- ، ودي نقطة ميّزت الشخصية دي..".

كما أنه كان يتطوع للدفاع عن حقوق زملائه لدى إدارة الكلية غير مبال بتبعات ذلك على مستقبله وحلمه في التعيين معيدًا بعد تخرجه، حتى المساعدات المادية - كما تقول زميلته – "كان هو صاحب الفضل الأول فيها لما الدفعة قررت تتبرع كل أسبوع بمبلغ ع شان نوفره لأي حد محتاج أي حاجة من ورق أو كتب أو حتى لو حد عايز يحضر كورس بس مش قادر، والقرار دا جه بعد ما كان هو اللي بيبادر من نفسه إن لو أي حد عنده أي تعسر مادي لشراء أي مستلزم يخص الكلية فيكلمه وهو هيوفرله الحاجة دي مجانًا..".

حتى الأمور الشخصية الفردية لأي حد يقصده كان يسعى فيها ويسارع إلى قضاء حاجة أي شخص يلجأ له، ولو استدعى الأمر التدخل لحل مشكلة خارج الكلية فلم يكن يتوانى عن ذلك.

وروت قائلة: "مرة بنت زميلتنا كانت لسه والدة وكان مولودها له لبن معين مبيشربش غيره ولفّت عليه صيدليات الزقازيق كلها ملقتهوش فكتبت بوست على جروب ما تسأل لو أي حد يعرف أي صيدلية بتبيعه ياريت يدلها عليها.. أحمد رمضان شاف البوست بتاعها فبعتلها إنه هو هيجبهولها وفضل يلف عليه لغاية ما جابهولها فعلاً وجابلها منه كذا علبة لإنه ناقص في السوق ومش موجود.. وقيس على هذا مئات المواقف الفردية اللي زي دي".

وعلى الرغم من كل ذلك، تصفه زميلته بأنه كان "قمة في التواضع والبساطة"، ولم يتفاخر يومًا بأنه أول الدفعة، أو لأن ثلاثة أرباع زملائه الفضل له الفضل بعد ربنا في نجاحهم، ولم يتأفّف أو يشتك مرة من أن مساعداته لزملائه باتت عبئًا تقيلاً عليه.