تسأل إحداهن، هل الزواج هو اختيار خالص لنا، أم أنه قدر ومكتوب لنا من قبل في اللوح المحفوظ؟
والحقيقة قد يكون هذا السؤال يدور في ذهن كثير من الناس، وإجابته أيضًا قد تكون معلومة عند الكثير من الناس، فكل الخلائق لا يد لها في شيء مؤمنهم وكافرهم محسنهم وعاصيهم، فكل شيء مقسوم ونصيبك سيصيبك لاشك، فهذه هي حقيقة الإنسان مع مولاه لا يد له مع يد الله فيد الله فوق أيديهم لأنه القاهر فوق عباده ليرتفع اللوم عن كل أحد فما لام سيدنا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا على شيء قط بعد وقوعه فيه فكل ميسر لما خلق له وكل مقدر واقع لاشك في ذلك، قال تعالى: «قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ» (آل عمران:154).
الإنسان يصيبه القدر
إذن لا يمكن أن يصيب الإنسان مهما كان، وبالتأكيد من ذلك الزواج، إلا شيئًا مقدر مسبقًا، ولهذا لما لام سيدنا موسى عليه السلام، سيدنا آدم عليهما السلام والصلاة وعلى نبينا وآله والانبياء أجمعين لامه على أنه السبب في خروجنا من الجنة، فقال له سيدنا آدم: أتعلم يا موسى أن الله كتب المقادير قبل أن يخلقني فقال سيدنا موسى نعم فقال سيدنا آدم فلم تلومني على شيء قدره الله قبل أن يخلقني.
وبالتالي لاشك إنما يصيب الإنسان ما يصيبه من الأم على فوات مقدور لم يقدره الله لحظ النفس وطبيعتها ولضعف معرفتها بربها ولوهم الإنسان أن له قدرة على الفعل بالأسباب، وهذا وهم كبير إذ أن الأسباب أمرنا الله بالأخذ بها تعبدًا لله أما نتائجها فهذه شيء يخلقه الله مع السبب وقد لا يأذن فلا يخلقه مع السبب، قال تعالى يوضح ذلك: «لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ» (الأنبياء:23).
أسباب القدر
للقدر أسبابه، التي لا يعرفها إلا الله عز وجل، ومن ذلك مثلا، نجد الخلق يأخذون ذات السبب فينتج مع أحدهم نتيجة وتمنع النتائج مع الأخر والسبب أن الله أراد النتيجة لهذا فخلقها له ولم يرد النتيجة لهذا فلم يخلقها له، فالقدر له حقيقة نعرف من وراءها وهو الله فعلمه قدره وهو لا يتغير فلا يبدل القول لديه فنؤمن بهذه الحقيقة ونرضى بها لأننا نعلم أن القدر بيده لا بيد غيره.
والقدر أيضًا له مستقبل لا نعرفه فنطلبه بمظاهر الأسباب التي تظهر علينا بما قدره الله فينا فإذا ظهرت رضينا لأننا نعلم أن الحقيقة التي ورائها هو الله عز وجل، قال تعالى يؤكد ذلك: « إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ » (القمر: 49).
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟اقرأ أيضا:
التقويم الهجري القمري.. تقويم رباني معجز لا يخضع مساره لتغيير البشر