نقف في هذه السطور وقفة مع علم من أعلام آل البيت وهو الإمام علي زين العابدين .. فمن هو وما نسبه وما صفاته؟
التعريف بالإمام علي زين العابدين:
هو أبو الحسن علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف أيضًا بلقب زين العابدين، (ولد يوم 5 شعبان 38 هـ في المدينة المنورة وتوفي فيها في 25 محرم من سنة 95 هـ) هو رابع أئمة الشيعة بكل طوائفهم، وله ألقاب كثيرة منها الإمام زين العابدين، أو الإمام السجاد، سيّد الساجدين والزكي والأمين..
تزوج رحمه لله من فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب وله من الأولاد محمد الباقر- عبد الله - الحسن - الحسين – زيد.
صفات علي زين العابدين:
تكلم الكثيرون في فضل صفات الإمام علي زين العابدين كلاما كثيرا أكثره لم يصح لكن الثابت كما ذكرته الأمانة العلمية لإسلام ويب أن أهل عصره كانوا يقدرونه، ويجلونه، ويعترفون له بالعلم، والسخاء، والعبادة، والفضل، فقد نقل الذهبي عن أبي حازم المدني قوله: ما رأيت هاشميًا أفقه من علي بن الحسين، سمعته وقد سئل: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر، ثم قال: لمنزلتهما منه الساعة.
حب علي زين العابدين للخير:
ومما اشتهر به الإمام علي زين العابدين حبه لعمل الخصر والصدقات السرية فقد وله كثير من القصص في السخاء، والكرم، وإخفاء الصدقات، فقد روي أنه كان يحمل الطعام في الليل، ويطرحه على أبواب الفقراء، ولم يعلموا بذلك حتى توفي -رحمه الله تعالى- كذا في الحلية لأبي نعيم وجاء في سير أعلام النبلاء في الكلام عليه: كان علي بن الحسين ثقة، مأمونًا، كثير الحديث، عاليًا، رفيعًا، ورعًا روى: ابن عيينة، عن الزهري، قال: ما رأيت قرشيًا أفضل من علي بن الحسين، وكان له جلالة عجيبة، وحق له -والله- ذلك، فقد كان أهلًا للإمامة العظمى؛ لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتألهه، وكمال عقله.
قصة علي زين العابدين في الحج:
ومما اشتهر من قصصه قصته حينما أراد الحج وهي أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر، زوحم عليه، وإذا دنا علي بن الحسين من الحجر، تفرقوا عنه؛ إجلالًا له، فوجم لها هشام، وقال: من هذا؟ فما أعرفه؟
فأنشأ الفرزدق يقول:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها: ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضي حياء، ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا
رحم الله الإمام علي زين العابدين رحمة واسعة وأجزل له العطاء.