من المقرر في غضون أسابيع أن يحال فأر شهير إلى التقاعد بعد خمس سنوات من عمله في اكتشاف الألغام الأرضية بكمبوديا.
وعثر الفأر ماغاوا، وهو فأر أفريقي عملاق على 71 لغما أرضيا و38 قطعة من الذخائر غير المنفجرة أثناء خدمته، حسبما ذكرت شبكة (سي إن إن).
وساعد في تطهير أكثر من 225000 متر مربع من الأراضي في كمبوديا، حيث تركت عقود من الصراع، العديد من الألغام التي لم تنفجر في المناطق الطبيعية.
وفي سبتمبر الماضي، مُنح الفأر ماغاوا ميدالية ذهبية من مؤسسة "بي دي إس ايه" المعنية بالحيوانات، نظرا "لتفانيه في عمله في إنقاذ الأرواح"، ليصبح أول فأر يحصل على هذه الميدالية من المؤسسة الخيرية التي تأسست قبل 77 سنة.
لكن مع اقترابه الآن من سبع سنوات، قال المدربون في مؤسسة "أبوبو" - وهي منظمة تدرب الفئران على اكتشاف الألغام الأرضية والسل - إنه "عمل بجد ويستحق الاسترخاء الآن".
وأضافت المؤسسة: "على الرغم من أنه لا يزال في صحة جيدة، فقد وصل إلى سن التقاعد ومن الواضح أنه بدأ في التباطؤ. إنه وقته".
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟ويزن ماغاوا 1.2 كيلوجرام ويبلغ طوله 70 سنتيمترا. ورغم أن هذا الحجم كبير مقارنة بكل فصائل الفئران، لا يزال الجرذ البطل صغيرا وخفيف الوزن بما فيه الكفاية بحيث لا تنفجر الألغام إذا مر فوقها.
وتقوم مؤسسة "أبوبو" بتدريب الفئران على اكتشاف رائحة المواد الكيميائية المتفجرة المستخدمة في الألغام الأرضية وتوجيهها إلى من يتعامل معها.
وتوصف الفئران الأفريقية العملاقة ذات الأكياس بأةنها ذكية وسهلة التدريب.
وأشادت المؤسسة بالفأر "ماغاوا"، وذلك "لسماحه للمجتمعات المحلية بالعيش والعمل واللعب والتعليم دون خوف من فقدان الحياة أو أحد أطرافه".
ويجري تدريب الفئران على تتبع المركب الكيميائي الذي تصنع منه العبوات الناسفة، وهو ما يعني أنها تتجاهل الخردة المعدنية التي قد تكون مدفونة تحت الأرض، وهو ما يمكنها من البحث عن الألغام بسرعة. وبمجرد اكتشاف لغم، تقوم هذه الفئران بخدش سطحه لتحذير شريكها البشري في العمل.
ولدى ماغاوا القدرة في العثور على الألغام الأرضية بسرعة كبيرة، بحيث يمكنه تطهير مساحة بحجم ملعب تنس في 30 دقيقة.
ويوجد في كمبوديا حوالي 40000 ألف شخص مبتور نتيجة الألغام التي لم تنفجر، وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم.
وقالت مؤسسة "أبوبو"، إنها طهرت 4.3 مليون متر مربع من الأرض العام الماضي في كمبوديا وحدها، وهو ما "لم يكن ممكنًا لولا مساعدة الفئران الأبطال مثل ماغاوا".