يجب على الشاب أن ينظر في حراسة بضاعته، وليتحفظ الكهل بقدر استطاعته، وليتزود الشيخ للحاق بجماعته، ولينظر الشيخ الهرم أن يؤخذ في ساعته، نفعنا الله وإياكم وحفظنا من الوقع في الزلل.
3- وكان عامر بن عبد القيس يصلي كل يوم وليلة ألف ركعة، فلقيه رجل فقال: أكلمك كلمة، فقال: أمسك الشمس.
4- وقال لرجل سأله: عجّل فإني مبادر، قال: وما الذي تبادر؟ قال: خروج روحي.
5- وقال عثمان الباقلاني: أبغض الأشياء إليّ وقت الفطر؛ لأني أشتغل بالأعمال عن الذكر.
6- وكان داود الطائي يشرب الفتيت، ولا يأكل الخبز، فقيل له في ذلك، فقال: بين شرب الفتيت ومضغ الخبز قراءة خمسين آية.
7- ودخل قوم على عابد يعودونه، فرأوه، فقالوا: لعلنا أشغلناك، فقال: أصدقكم؟ كنت أقرأ، فمنعتموني من وردي.
2- يقول الإمام ابن الجوزي: وقد رأينا جماعة من الأشياخ يرتاحون إلى حضور الناس عندهم، وسماع الأحاديث التي لا تنفع، فيمضي زمانهم في غير شيء، ولو فهموا، كانت تسبيحةٌ أصلح.
وهذا لا يكون إلا من الغفلة عن الآخرة؛ لأن بتسبيحة واحدة يحصل الثواب على ما ذكرناه، والأحاديث الدنيوية تؤذي ولا تنفع.
3- وكان أبو موسى الأشعري يصوم في الحر، فيقال له: أنت شيخ كبير، فقال: إني أعده لعسير طويل.
4- وقيل لعابد: ارفق بنفسك، فقال: الرفق أطلب.
5- وقيل: جاء بعض أصحاب السري السقطي يزوره، فوجد عنده جماعة، فقال: يا سري، صرت مناخاً للبطالين، ثم ذهب ولم يقعد.