لا شك أن أكبر غاية وأمنية لكل مسلم في رمضان أن يوفق لإصابة ليلة القدر، لكن إذا وفق وأصابها، بإحياء العشر الأواخر كاملة، ماذا يفعل في ليلة القدر، وأي العبادات أفضل؟
والجواب ما قالته عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
حكم وآداب عن العفو:
1-العفو من أسماء الله تعالى وهو يتجاوز عن سيئات عباده الماحي لآثارهم عنهم وهو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه وعفوه أحب إليه من عقوبته.
2- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أعوذ برضاك من سخطك وعفوك من عقوبتك".
3- قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه وأحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو فإنه يحب العفو.
4- قال بعض السلف الصالح: لو علمت أحب الأعمال إلى الله تعالى لأجهدت نفسي فيه، فرأى قائلا يقول له في منامه: إنك تريد ما لا يكون إن الله يحب أن يعفو ويغفر وإنما أحب أن يعفو ليكون العباد كلهم تحت عفوه ولا يدل عليه أحد منهم بعمل.
5- وقد جاء في حديث ابن عباس: "إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربعة: مدمن خمر وعاقا ومشاحنا وقاطع رحم".
اقرأ أيضا:
لحظات عصيبة.. هذا هو ما يحدث عند سكرات الموت فكيف تهونها على نفسك؟العمل ليلة القدر:
1-وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضا.
2- قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة قال: وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة.
ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء وإن قرأ ودعا كان حسنا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.
3- قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها، وقال الشافعي في القديم: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها وهذا يقتضي استحباب الاجتهاد في جميع زمان العشر الأواخر ليله ونهاره.