هناك اعتقاد في أوساط ملايين المسلمين بأ ليلة السابع والعشرين من رمضان هي ليلة القدر استنادا إلي أن هذه الليلة أرجى ما تكون ليلة القدر فيها، كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبيّ بن كعب -رضي الله عنه- ال أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في لَيلةِ القَدْرِ: "واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ "رواه مسلم
وكذلك يستند من يرون أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان إلي حديث نبوي راوي عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: "أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ""؟ رواه مسلم
"شِقِّ جَفْنَةٍ: أيْ: نِصف قَصعةٍ؛ قال أبو الحُسَينِ الفارسيُّ: أيْ: ليلة سَبْع وعِشرين؛ فإنَّ القَمَر يطلُع فيها بتلك الصِّفة.
وقد أجمع الكثير من الفقهاء أن تحري ليلة القدر مستحب في رمضان ولا سيما في العشر الأواخر منه ويتأكد ذلك في السابعة والعشرين، وومن ثم فلا حرج في الاجتهاد في العبادة في الليلة المذكورة أكثر من غيرها رجاء الفوز بمصادفة ليلة القدر.
وقد ذكر في الأثر أن أهل مكة المكرمة كان يحتفون بشكل لافت بليلة السابع والعشرين من رمضان باعتبارها لها القدر عبر العديد من العادات الرمضانية الطيبة في ليالي الشهر المبارك، والتي تبلغ ذروتها في ليلة السابع والعشرين من رمضان.:
وكذلك قال العديد من المؤرخين أن ليلة السابع والعشرين من رمضان كانت تعد لدي أهل مكة من أعظم تلك الليالي حيث كان احتفالهم لها أعظم من احتفالهم لسائر الليالي, ويختم بها القرآن العظيم خلف المقام الكريم، وتقام إزاء حطيم الشافعية "وهو محراب كان يصلي فيه إمام الشافعية" خشب عظيم وتعرض بينها ألواح طوال ويجعل ثلاث طبقات (مدرّج) وعليها الشمع وقنديل الزجاج، فيكاد يغشي الأبصار شعاع الأنوار, ويتقدم الإمام فيصلي فريضة العشاء الأخرة ثم يبتدئ قراءة سورة القدر ـ وإليها يكون انتهاء قراءة الأئمة في الليلة التي قبلها،
وفي تلك الساعة يمسك جميع الأئمة في مكة عن التراويح، تعظيماً لختمة المقام ويحضرونها متبركين ـ فيختم الإمام في تسليمتين، ثم يقوم خطيبا مستقبل المقام، فإذا فرغ من ذلك عاد الأئمة إلى صلاتهم، وانفض الجمع ثم يكون الختم ليلة تسع وعشرين في المقام المالكي، في منظر مختصر وعن المباهاة منزه موقر.
وبحسب جمهور العلماء فإن الاجتماع للصلاة في تلك الليلة مستحب كغيرها من ليالي رمضان، وكون بعض الناس يخص تلك الليلة بالاجتهاد فيها بما لا يجتهد به في غيرها ليس بدعة، فقد كان بعض الصحابة يقسم بأنها ليلة القدر، ولكن ينبغي للمسلم أن يتحراها في العشر الآواخر كلها
اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين مًن رمضان بأنها ليلة القدر، فهل لهذا التحديد أصل وهل عليه دليل؟ بالقول: الإجابة: نعم لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر، كما جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه
ولعظمة ليلة القدر وليلة السابع والعشرين من رمضان يجب علي المسلم أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" "الدخان: 3"
اقرأ أيضا:
لحظات عصيبة.. هذا هو ما يحدث عند سكرات الموت فكيف تهونها على نفسك؟وكذلك قال عز وجل: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر" القدر 1: 5, ورغم وجودأدلة علي كون ليلة السابع والعشرين من رمضان علي أنها ليلة القدر إلا أن القول الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في العشر الأواخر، ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وغيرها من الليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان
ومن الثابت أن ليلة القدر تعتبر من خصائص الأمة المحمدية وقد أخفي أمرها عن الناس لينشطوا إلي العمل في سائر الأوقات وكونها في ليلة السابع والعشرين أمر غالب حيث يجب في ليلة القدر الانصراف التام للصلاة والدعاء والعمل الصالح ومداومة الطاعات والقربات سعيا للفوز بثواب هذه الليلة وهو ثواب لو تعلمون عظيم .