روت كتب التاريخ الكثير من الحكايات والمواقف عن العلماء والأشراف والسادة ومحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، حتى بعد وفاته ومن ذلك:
1-يقول الإمام مالك : كنت أرى جعفر الصادق كثير الدعابة أي: المزاح والتبسم، وإذا ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- اصفرّ لونه مهابة منه وإجلالا له.
وما رأيته يحدث عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا على طهارة تعظيما لحديثه وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [النجم 3، 4].
ولقد اختلفت مترددا إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال، إما مصليا، وإما صامتا، وإما يقرأ القرآن، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله تعالى.
2- كان عبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر الصديق يذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- فينظر إلى لونه كأنه نزف- أي سال منه الدم- وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
3- وكنت آتى عمار بن عبد الله بن الزبير بن العوام، فإذا ذكر عنده الرسول صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع.
4- ورأيت محمد بن شهاب الزهري وكان من أهنأ الناس وأقررهم، فإذا ذكر عنده النبي- صلى الله عليه وسلم- فكأنه ما عرفك ولا عرفته.
5- ولقد كنت آتي صفوان بن سُلَيم وكان من المتعبدين المجتهدين، فإذا ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- بكى حتى يقوم الناس عنه، ويتركوه رحمة به، وحذرا من رؤيته على تلك الحالة المحزنة.
6- وروي عن قتادة- رضي الله تعالى عنه- أنه كان إذا سمع حديثا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخذه العويلوالانزعاج بحيث لا يستقر بمكان.
7- وكثر على مالك الناس، قيل له: لو جعلت مستمليا يسمعهم ما تمليه لكثرتهم وبعد بعضهم عنك فقال: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي [الحجرات 2].
8- وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرئ حديثه- صلى الله عليه وسلم- أمر بالسكوت وقال: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي [الحجرات 2] ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبين