خلصت دراسة حديثة إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتصرفون مثل الحيوانات التي تبحث عن الطعام.

ووفقًا للدراسة التي نشرتها مجلة (Nature Communications)، فإن السعي للحصول على إعجابات ومتابعين على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية يتبع نمطًا من "التعلم بالمكافأة"، وهي ظاهرة تستخدم عادةً لوصف الحيوانات التي تبحث عن المكافأة بالطعام.

وقال ديفيد أموديو، مؤلف مشارك في الدراسة، الأستاذ بجامعتي نيويورك وأمستردام في بيان صحفي: "تثبت هذه النتائج أن مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي تتبع المبادئ الأساسية المشتركة بين الحيوانات لتعلم المكافأة".

وأضاف أموديو: "قد تساعدنا هذه النتائج في فهم سبب سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة اليومية لكثير من الناس وتقديم أدلة، مستعارة من بحث حول التعلم بالمكافأة والإدمان، حول كيفية معالجة الانخراط المزعج عبر الإنترنت".

اقرأ أيضا:

فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟

ويقول نقاد إن منصات وسائل التواصل الاجتماعي تشجع السلوك الإدماني، وتجبر المستخدمين على البحث عن المشاركات والإعجابات، مع التخلي عن التفاعل الشخصي الصحي.

وألهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مئات الدراسات وتجارب العلوم الاجتماعية، لكن من غير الواضح ما الذي يدفع بالضبط إلى السلوك الشبيه بالإدمان، وفق وكالة "يو بي آي".

في أحدث دراسة، حلل الباحثون أنماط النشر لحوالي 4000 مستخدم على "إنستجرام" و"فيس بوك" و"تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى. وعلى وجه التحديد، نظر العلماء في التباعد الزمني لأكثر من مليون منشور.

أظهر التحليل أن المستخدمين ينشرون أكثر عندما تتدفق الإعجابات على منشوراتهم، بينما بنشرون بشكل أقل إذا كانت الإعجابات أقل مما يطمحون.

واستخدم الباحثون نماذج الكمبيوتر لمقارنة سلوك مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالحيوانات التي تسعى للحصول على مكافآت غذائية.

كشفت النماذج عن أوجه تشابه قوية بين مشاركة وسائل التواصل الاجتماعي والأنماط السلوكية للفئران داخل "صندوق سكينر"، وهو حاوية تجريبية تؤدي فيها الحيوانات إجراءات، مثل الضغط على روافع مختلفة، لتلقي مكافآت غذائية.

في تجارب منفصلة، طلب الباحثون من متطوعين، نشر الميمات على منصة تشبه "إنستجرام". وكما هو متوقع، قام المستخدمون بالنشر أكثر عندما تلقوا المزيد من الإعجابات.

قال المؤلف الرئيسي بيورن ليندستروم، الأستاذ المساعد في علم النفس السلوكي بجامعة أمستردام: "يمكن أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها في الوصول إلى فهم أفضل لسبب هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الكثير من الناس اليومية، ويمكن أن تقدم أيضًا أدلة لطرق معالجة السلوك المفرط عبر الإنترنت".