منذ صغري، وأنا أحلم أن أكون طبيبة مشهورة أساعد الناس، لكن يشاء المولى عز وجل أن أخسر حلمي علي درجة ونصف فقط، ودخلت كلية الإعلام ورضيت بما كتبه الله لي، وأنه أكيد الخير، على أمل أنني سأحقق حلمي في مساعدة الناس، وأحقق الشهرة التي تمنيتها، وبالرغم من السعي والاجتهاد إلا أنني وبعد ٨ سنوات من تخرجي لم أحقق شيئًا، وأغلب الفرص تضيع، وكثيرًا ما أفكر: لماذا كتب لي الله هذا المجال طالما لم يكن به الخير أو علي الأقل لا يناسبني، لماذا لم يوفقني لمجال أحبه، وتعبت كثيرًا لأجله لكنني خسرته؟
(هـ. ع)
اقرأ أيضا:
أعاقب أطفالي بمنعهم من الأطعمة التي يحبونها.. هل تصرفي خاطيء؟لماذا الحزن يا عزيزتي، فحاشاه أن يظلم عباده، فما يعطي الله إلا لرحمة ولا يمنع إلا لحكمة، فإن كنتي قد اجتهدت ولم تحققي شيئًا مما كنت تتمنيها، فاعلمي أن الله لن يضيع مجهودك ومعافرتك بل سيأتي يوم لا محال وتحققي فيه أشياء أخري، ووقتها ستحبينها أكثر وأكثر، لأنها من تدابير الله عز وجل، وتدابيره كلها خير.
عليك أن تتخيلي لو لم يكن هناك ابتلاءات فكيف ستدخلين الجنة؟!، كيف تدخلينها وأنت لم تعاني وتصبري وتتعلمي كيف تبني حياتك وتجمليها؟، في الجنة رزق الصابرين جزاء ما صبروا في حياتهم، عليك بالتسليم بأمر الله وتقبل الواقع لتنعمي بالراحة في دنيتك.
لا تحزني ولا تجزعي حين تخذلك الظروف وتكسرك المحن، فلربما كان هذا الكسر هو الطريق الوحيد الذي سيدفعك لإظهار طاقتك وقدراتك التي قد تكوني تجهليها، وتذكري دائًما: "وعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"، و "فخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا" و"أَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ".
فالله دائمًا يعطي للإنسان ما يحتاجه وليس ما يتمناه، لأن ما يتمناه الإنسان قد يكون فيه الضرر أو شر كبير، فمنعه الله رحمة بعبده، ابتسمي وتوكلي على الله ولا تحزني أبدًا لأن تدابيره كلها رحمة.