مرحبًا بك يا عزيزي..
قلبي معك.
أقدر مشاعرك، وأتفهمها، وأقدر ألمك وأتفهمه أيضًا، ولكن من قال أن الحل يا عزيزي هو أن تضع العقدة في المنشار وتطلب منها ترك العمل، أو تعلن عن رفضك لعملها؟!
هذا التصرف لن يكون تكديرًا لها فحسب بل للعلاقة الزوجية كلها غالبًا، إذ من الواضح أنها تحب عملها، وتريده، وهو أمر مهم وأولوية بالنسبة لها، بدليل الاتفاق عليه منذ الخطوبة، وموافقتك التي من المؤكد جعلتها ترتاح وتشعر بالانسجام والتوافق معك.
هي كانت واضحة معك منذ البداية، وتعرف ما تريد، لذلك تحدثت معك وطلبت الموافقة لتكمل مشروع الزواج.
أنتما في البداية يا عزيزي، فعامان من الزواج مدة قصيرة جدًا، أنتما في مرحلة الاختبار والتجريب، فهي كانت تعمل قبل الزواج، لكنها "تجرّب " الآن العمل مع الزواج ومسئولياته، وأنت وافقت على عملها قبل الزواج وتجرب الآن الأمر في الواقع، والأخطاء واردة وطبيعية خاصة في مرحلة التجريب، ومن ثم اجراء تعديلات وتغييرات ومناقشات أمر ضروري وحتمي، ولكن التعديلات لا تعني نسف الأمر برمته، ولكن تعديلات على أسلوب حياتكم المتفق عليه، وإعادة ترتيبه، والتسديد والمقاربة حتى يمكن الوصول لنتائج جيدة ترضي كلًا منكم، وهذا لن يتم بدون "حب" و"احترام" و"تقدير" متبادل بينكم، وحوارات هادئة.
أنتما محتاجان للتعامل معًا ومع الأمر بـ"مرونة"، وهي ليست زرًا بمجرد الضغط عليه سيعمل، وإنما "مهارة" تحتاج إلى تعلم وتدريب.
أما نظرتك لعمل زوجتك على أنه يجعلها "غائبة" فلا بأس أن تغير هذه النظرة، بمعنى أن تنظر له بشكل ايجابي، فهذا الغياب لها بسبب عملها يجعلها مشبعة، تشعر بالقيم والتقدير ومن ثم تؤدي دورها كزوجة ثم أمًا في المستقبل وهي سعيدة بكينونتها، ونجاحها المهني.
اعتبره غيابًا جيدًا، تنشغل أنت خلاله أيضًا بعملك، هواياتك، صحبة مع أصدقاءك، أي شيء يخصك وتستمتع به، ثم تجتمعان بعده معًا في وقتكم الخاص.
فمن الممكن أن تغيب عنك زوجتك لاصابتها لاقدر الله بمرض يستدعي المكث في المستشفى، أو رعاية والدين مسنين، أو ..أو.. فهناك أسباب أخرى كان من الممكن أن تستدعي انشغالها وغيابها.
أما "الإرهاق" فمن قال أن الزوجات اللاتي لا يعملن لا يصيبهن الإرهاق؟!
ما يخص زوجتك يا عزيزي هو كما ذكرت لك ضريبة "التجريب" فهي قبل يوم عملها تكون قد قضت ليلتها في أداء مهامها الأسرية والزوجية مثلًا، فلا تاخذ قسطًا جيدًا من النوم، والراحة، مثلًا، وبالتدريج ستتعود على أدوارها جميعًا، وستنظم وقتها جيدًا، وستوفق بين مهامها جميعها، وسيحتاج هذا أيضًا لمساعدتك بما تستطيع وتعرف.
أنتما محتاجان إلى "وقت"، و"صبر بدون شكوى"، "تفهم" ، "مزيد من النضج"، "مشاركة أفكار ومشاعر" فلا تدع الشكوى والتذمر يحفران ممرًا، مرًا، في علاقتكم يا عزيزي، وتحدث مع زوجتك دائمًا بدون تأفف، وعتاب، واحتجاج، ورفض، وشاركها أفكارك ومشاعرك حول عملها والحياة كلها بحب وروية وهدوء ورغبة في ايجاد "حلول" تقطع رأس المشكلة لا رأس علاقتكم.
ودمت بخير ووعي وسكينة.