كثير من الناس مفتون بحب الخيال الجنسي، فقد يضيع الساعات كل يوم في تخيل نفسه في مشهد جنسي مع امرأة من جيرانه، أو زميلة من زميلاته، الأمر الذي يسيطر على عقله وتفكيره، ويأتي بالسلب على مستوى أدائه في العمل أو المذاكرة، وربما يتخلف بسببه في وظيفته، ويفشل في عمله ومستقبله نتيجة سيطرة هذه الأفكار عليه، التي تشبه السحر نتيجة وقوعه تحت تأثيرها، لدرجة الهوس الجنسي.
وربما يتطور الأمر لى حد الإصابة بمرض نفسي، يفقده السيطرة على تركيزه، بل يدفعه للنظر كثيرًا إلى النساء في الشوارع بشكل لافت، حتى يبدو عليه ذلك جيدًا بين الناس، فيتجنبه الكثير من النساء نتيجة نظراته المخيفة إليهن، والتي غالبًا ما تكون خارجة عن سيطرته، ولا تلفت انتباهه نتيجة شغفه بهن.
فنحن مَن نقوم باستدعاء هذه الأفكار، ونهيئ عقولنا لهذه الخيالات الجنسية، وبسبب هذه الخيالات نكره أنفسنا ، ونضيع أوقاتنا، ونصبح أسرى الهوس الجنسي، ونبدأ بالبحث عن المشاهد الإباحية والقصص، ومن ثم إفساح المجال لخيالاتنا، فكيف نتخلص من تلك الأفكار وننشغل بدراستنا وأعمالنا؟ علمًا أن تلك الأفكار تزداد حينما نفقد السيطرة عليها؟.
كيف نتخلص من خيالاتنا الجنسية؟
لا بد من عزيمة نابعة من داخلك لأن تَكُف عن هذه العادة، وإلا لن يفيد نصح ولا دليل، أنت أنت صاحب القرار، ولا تتعلل بصعوبة الأمر، من يستطع التزام الحمية من الطعام، يستطع الحمية من غيره؛ وكما قال الشاعر:
والنفسُ راغبةٌ إذا رغَّبتَها ♦♦♦ فإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقنعُ
وقد شدد علماء الاجتماع على ضرورة العمل اولاً على الابتعاد بشكل كلي عن متابعة الافلام والمسلسلات العاطفية والعمل على التوجه الى متابعة البرامج الفكرية والثقافية والاجتماعية، أو ذات الافادة الاجتماعية، لأن هذه البرامج تساعد كثيراً في تغيير نمط واسلوب التفكير في جميع تفصيلات الحياة والذي يعود بالكثير من النتائج الايجابية على فكر الشخص.
اقرأ أيضا:
فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟أما في ما يتعلق بالكبت الجنسي الذي قد يعيشه العديد من الاشخاص والتي تؤدي الى الاصابة بالتخيلات الجنسية فاذا كنت متزوجاً ما عليك سوى التعبير عن هذا الموضوع مع الطرف الآخر، والعمل على ملء الثغرات التي تكون موجودة مع شريك الحياة.
أما إذا كنت تعاني من الفراغ العاطفي، فإن العمل على إيجاد الشريك المناسب وممارسة الحياة الزوجية في الإطار العائلي هو الحل الأنسب لهذه المشكلة.
واعلم أن الذي يدفع بهذه الخواطر هو الشيطان، لذلك لابد من كفِّ هذه الخواطر السيئة في بدايتها، والأمر كما أشار ابن القيم: "دافع الخاطرة قبل أن تتحول إلى فكرة، ودافع الفكرة قبل أن تتحول إلى همّ، ودافع الهم قبل أن يتحول إلى إرادة، ودافع الإرادة قبل أن تتحول إلى عمل"، وعندما تتحول إلى عمل الإنسان أيضًا يحتاج أن يتوب توبة نصوحة ويتوقّف، لأن مثل هذه التخيلات لها ما بعدها، ولذلك ننصحك بما يلي:
أولاً: الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلبك وقلوب الناس بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلِّبها ويُصرِّفها.
الأمر الثاني: شغل نفسك بالمفيد.
الأمر الثالث: مدافعة هذه الخواطر السيئة في بدايتها.
الأمر الرابع: ننصحك دائمًا بعدم التمادي مع هذه التخيلات، بل ينبغي أن تقطعها إلى جِدٍّ، إلى قرآن، إلى تلاوة، برياضة، بأن تكون مع الناس، يعني: أن تشغل نفسك بأن تقطع هذا التواتر للأفكار، وتُغيّر الفكرة التي قذف بها الشيطان في نفسك.
كذلك أيضًا ننصحك بتجنب الوحدة، لأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. أيضًا ندعوك إلى غض البصر عن النساء والفتيات، فإن الإنسان إذا غضّ بصره جلب لنفسه الراحة، وغض البصر ليس عن النساء في الشوارع فقط، ولكن في النت وفي الجوال وفي كل مكان يعرض فيه جسد المرأة المتبرجة.
ولا تنس الإرادة.. فإذا كنت حقا ترغب فى الإقلاع عن تلك المشكلة فيجب أن تمتلك الرغبة بأن تلزم نفسك بالتوقف عن التفكير فى هذه المشكلة.
كما أن إيجاد هواية جديدة تساعدك على التخلص من تلك الأفكار، فبدلا من قضاء ساعة تفكر بالجنس، يمكنك ممارسة رياضة ما، أو قراءة كتاب، أو إيجاد أى فكرة إبداعية تجعلك تشعر بالقدرة على مقاومة هذه الرغبة.
و اشغل وقتك قدر الإمكان، لا تجعل هناك وقتا يجعلك تفكر فى تلك الأمور، ولكن احذر من الإرهاق فيجب أن تكون كل نشاطاتك من الأمور المفيدة مثل الدراسة أو العمل، والرياضة واللقاءات الاجتماعية.
و إذا لم تستطيع التخلص من تلك المشكلة وحدك فيجب أن تخبر أحدا تثق به بتلك المشكلة حتى يكون قادرا على مساعدتك.
اقرأ أيضا:
بلغت الأربعين.. توقف وتذكر هذه الأشياء جيدًا وقبل فوات الآوان