مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك، فما تعرضت له، وما حكيتيه عبر رسالتك قاسي.
مؤسف أن يأتينا الخذلان من مصدر السند والدعم، مؤسف وموجع، بل منتهى الظلم والقسوة.
حرمت بدون ذنب من تلبية احتياجاتك المادية والنفسية من والدك، وفعلت ما عليك بطلب الاحتياج إذ لم يأتك، ففيم الشعور بالذنب يا ابنتي؟!
تواصلت وبحرص على الرغم من كل هذه الاساءات الوالدية الفجة، التي لا يمكن أن تصدر عن شخصية سوية، ففيم الشعور بالذنب؟!
تعرضت للإهانة مرة واثنان وثلاثة من والدك وزوجته وصولًا للتعدي الجسدي بضرب ابنته لك، ففيم الشعور بالذنب؟!
دعي عنك هذا الشعور بالذنب السلبي، المميت، المعطل لنفسك، وانطلاقك، وايجابيتك، وحياتك.
ارفقي بنفسك، فلا ذنب عليك.
ما حدث قد حدث، وأنت لم تتعمدي عدم الذهاب لرؤيته قبل موته، ويكفيك علم الله بهذا!
الله كافيك يا ابنتي، يرى، ويسمع، ويعلم، وكل ما عليك هو الدعاء له بالرحمة والمغفرة، والتصدق عنه إن استطعت.
المهم الآن يا ابنتي هو أنت!
أنت بحاجة للتحرر من مشاعرك السلبية، واشباع احتياجاتك النفسية التي حرمت منها بدون ذنب لك.
أنت بحاجة ماسة للتعافي من آثار اساءات الطفولة التي جاءتك من والدك، والتعافي من آثار الطلاق في سنك الصغيرة هذه.
لم تتحدثي عن طلاقك، ولا ملابساته، وأسبابه، وظروفك الحالية، وعلى أية حال، فنفسك الآن هي الأولى برعايتك، ورفقك، وحبك، وتقديرك.
نفسك بحاجة إليك لتمدي يديك لانقاذها حتى لا تمكثين هكذا لفترات أخرى طويلة أسيرة مشاعر الذنب أو الحزن أو الأسى على ما مضى، بتداعياته الوخيمة.
والدك يا ابنتي واساءاته، وطلاقك، أيضًا، هي صفحات من الماضي، وأدب التعامل مع "الماضي" هو الإغلاق، والتعافي بمساعدة مرشدة أو معالجة نفسية، حتى يمكنك إغلاق الماضي بكل إساءاته وجروحه "على نظافة"، عندها ستبدأين صفحة جديدة، حلوة، ناضجة، ناجحة، من حياتك، صفحة تستحقينها، وبأفضل نسخة منك.
هيا يا ابنتي، التفتي لنفسك، وبري أمك، وعيشي "هنا والآن"، متعافية، متصالحة مع ذاتك، والحياة، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟