أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!

بقلم | ناهد إمام | الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - 10:51 ص
تعاني في مجتمعاتنا من أمية مركبة, فلدينا أمية تربوية, وأمية نفسية, وأمية وجدانية. الأمية التربوية هي أننا محتارون في كيفية تربية الأولاد، ولدينا أخطاء كثيرة، كلنا بلا استثناء بما فيهم من يحاضر في التربية، والذين يقومون بأبحاث كبيرة جداً في التربية، عندهم أخطاء في تربية أولادهم، لأن موضوع التربية هذا لم يأخذ منا اهتماماً كثيراً، أحياناً نربيهم بطرق محفوظة وأنماط جامدة غير مرنة، ونصمم عليها، ولا نغيرها مع الوقت، رغم أن الطفل كما قلنا يتغير وينمو، واحتياجاته تختلف من وقت لآخر، لكننا توقفنا عند أنماط جامدة وقواعد صلبة وصممنا عليها فهنا، حتى رغم أن هذه القواعد من الممكن أن تكون صحيحة إلا أن عدم تغييرها وعدم مواكبتها لتطور الطفل ونموه يجعلها غير صحيحة، وتحتاج إلى تعديل وتغيير من وقت لآخر.

لدينا أمية تربوية بلا شك، وكلنا نحتار في كيفية تربية الأولاد، وما نقدمه الآن لن يحل المشكلة، لكنه سيسهل الأمور كثيراً على الأب والأم، ويكون كمصابيح تنير بعض المناطق، وليست لدينا خبرة كافية لنفوسنا ولنفوس الآخرين، لهذا نحس بعدم الراحة، وعلاقاتنا مضطربة، وهناك الكثير من الصدامات والاحتكاكات بسبب الأمية النفسية، فنحن لم نعط لهذا الجانب أهمية، بأن نفهم أنفسنا ونفهم الآخرين. أما الأمية الوجدانية فهي أمية المشاعر، بمعنى أننا لا نعطي للمشاعر اهتماماً كبيراً ولا نراعي مشاعر بعضنا بشكل كاف، ولا يهمنا الكلمة التي نقولها إن كانت تؤثر في هذا أو تغضب ذاك، فكثيراً ما نقوم بعمل أشياء لا نحس بها ولكنها تسبب آثاراً كبيرة على من حولنا وخاصة الأطفال.


فمن المعروف أن الإنسان هو الكائن المتميز بأطول مراحل طفولة بين المخلوقات, وربما يرتبط ذلك بقيمته كمخلوق كرمه الله على سائر مخلوقاته وبرسالته كخليفة في الأرض وبحاجته لتفاعلات تربوية ترسخ بداخله معارف وقيما وسلوكيات تؤهله لرسالته التي اختصه الله بها.
 والتركيبة النفسية للإنسان بما فيها من قابلية للخير والشر وإرادة حرة تختار بين هذا وذاك, وقدرة هائلة على الفعل والتغيير والتغير, وتقلبات فكرية ووجدانية دائمة, كل ذلك يجعل الإنسان في حاجة إلى برنامج تربوي يراعي تلك التركيبة في تعدديتها وحركيتها وتقلباتها الدائمة.

 والبرنامج التربوي في هذه الحالة يكون الهدف منه تغليب جوانب الخير على جوانب الشر في النفس البشرية, وتغليب نزعات البناء على نزعات الهدم, وتغليب قانون الحب على قانون الصراع, وتغليب غريزة الحياة وما يلحق بها من نشاطات على غريزة الموت وما يلحق بها من ممارسات. وإذا نجح البرنامج في تحقيق هذه الأهداف تكون النتيجة هي الصلاح الإنساني ليس فقط على مستوى الفرد وإنما على مستوى الجماعة الإنسانية, وهو هدف نبيل حلم به الفلاسفة والمصلحون وجاهد من أجله الأنبياء وأتباعهم ومازال يسعى إليه كل العقلاء.
 وكأي برنامج لابد وأن يبدأ بتحديد الهدف العام, ثم الأهداف الإجرائية, ثم الوسائل ثم الطريقة, وأخيرا طريقة التقييم والتقويم.

حيرة تربوية

وبصدد العملية التربوية المنوطين بها كوالدين، تنتابنا حيرة عظيمة، فنظل نتساءل:

٠ هل هناك حقا منهج تربوي قائم على الدليل أم أنها مناهج نظرية اجتهادية؟
٠ هل هناك مواصفات محددة سلفا في وعينا للصورة التي يجب أن يكون عليها أبناؤنا؟... وهل هذا مفيد في حالة وجوده؟
٠ ماذا نفعل كأبوين حيال هذا الكم من التوجيهات التربوية المتناقضة التي نقرأها ونسمعها ليل نهار في وسائل الإعلام المختلفة؟
٠ هل أربي ابني بإحساسي الفطري أم حسب تعليمات التربويين وعلماء النفس والدين؟
٠ هل أربي ابني كما رباني أبواي أم عكس ذلك؟
٠ هل أحميه من أخطاء المجتمع بعزله أم أتركه يشتبك مع هذا المجتمع بحلوه ومره؟
٠ هل أربيه تربية مثالية على القواعد الخلقية المطلقة, أم أربيه تربية واقعية يستطيع بها أن يتعامل مع هذا العالم المعاصر المضطرب والمتوحش؟.... بمعنى آخر هل أساعده كي يكون مثاليا أم من الأفضل أن أعلمه البراجماتية (النفعية
٠ هل ابني عجينة في يدي أشكلها كيف أشاء؟..... أم كائن مستقل ذو إرادة تتفاعل مع إرادتي الأبوية وظروف الحياة؟
٠ هل أربي ابني على الحرية والاستقلال أم على الطاعة والالتزام بالتعليمات؟
٠ ما هو الأفضل تربويا: الحزم والشدة أم الرفق واللين؟
٠ هل أترك أبنائي يجلسون أمام التليفزيون والإنترنت فيتلوث وعيهم... أم أمنع هذه الوسائل من البيت تماما درءا للمفاسد؟
٠ هل التربية قواعد ثابتة في كل المراحل أم عملية تفاعل حركية تتغير مع المراحل والظروف وطبائع الشخصيات؟
٠ هل أترك أبنائي يتعلمون من تجاربهم في الحياة أم أعطيهم تجربتي الشخصية حتى لا يقعوا فيما وقعت فيه من أخطاء؟
٠ هل أختار لهم نوع دراستهم ومجالات عملهم بناءا على خبرتي الكبيرة في الحياة أم أتركهم يختارون بخبرتهم القليلة مع احتمالات التعثر والفشل؟


اقرأ أيضا:

هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟


التربية.. معاني.. وحقائق

وما أراه أنه من المفيد عرض بعض من أهم الحقائق التي تتعلق بالتربية، ومعانيها المطلوبة، فتربية الطفل تبدأ منذ اللقاء الأول بين أبويه.. وعلى أي أساس اختار كل منهما الآخر، وهي منهج متكامل وليست مجموعة نصائح متناثرة، وهي طريق شاق وطويل, فقط علينا أن نكون مستعدين لبذل الجهد وتحمل المشقة بشرط أن نعرف طول الوقت أننا على الطريق الصحيح، لذا فكلامي للوالدة/ة، لا تيأس أبدًا وأنت تواجه صعوبات في تربية ابنك، فهذا هو دستور التربية الصحيح، فأبناؤنا يعيدون تربيتنا مرة أخرى،  هذه حقيقة، لذا لا تحاول أن تترصد ابنك في كل أمور حياته،  أو تحاول أن تسيطر عليه في كل لحظة من لحظاته, فهذا معناه أنك ترتدي جلده وتفرغه من شخصيته, الأمر الذي يجعله إنسانا غير مميزًا، وإذا كان ثمة قاعدة ذهبية في التربية فهي التوازن.

  إن كثيرا من بيوتنا أصبحت مسرحا للمكدودين،  المحبطين،  الغاضبين من الكبار ، والعابثين اللاهين المستهترين من الصغار، وفساد الأطفال يبدأ من انفصال أقوال وأحاسيس الكبار عن أفعالهم، ولو نظرنا إلى بيوتنا وشوارعنا لتأكدنا من ذلك.


 إشكالية العلاقة بين الآباء والأبناء



 من خلال الجلسات النفسية الفردية وجلسات العلاج النفسي الجمعي ينكشف الستار عن اضطراب العلاقة بين الأبناء والآباء, ويكون هذا الاضطراب من أهم العوامل المهيئة والمرسبة للاضطرابات النفسية لدى الطرفين. وفى أغلب الحالات تضطرب هذه العلاقة دون قصد فالوالدين بدافع فطرى يريدان السعادة والنجاح لأبنائهما ولكنهما أحيانا يفقدان الطريق الصحيح عن غير قصد فيتورطان في الإفراط أو التفريط وتكون النتيجة في الحالتين اضطرابا نفسيا في الطفل الذي أحبانه ودفعا حياتهما ثمنا ليكون سعيدا. ومما يزيد الأمر صعوبة في بيئتنا الشرقية أن اضطراب العلاقة بين الآباء والأبناء يظل تحت غطاء ساتر طوال الوقت ولا ينكشف إلا في ظروف شديدة الخصوصية كالعلاج النفسي الفردي أو الجمعي أو العائلي, أما في غير هذه الظروف فإن الأبناء -غالبا- لا يجرؤن على الاقتراب من هذه المنطقة الحساسة وهم في حالة الوعي العادي, أما الآباء فإن لديهم اعتقاد بأنهم قدموا أفضل ما عندهم لأطفالهم ولكن تمرد الأطفال وعصيانهم للأوامر هو الذي جعلهم في حالة اضطراب.


د.محمد المهدي
أستاذ الطب النفسي- جامعة الأزهر
*بتصرف يسير



الكلمات المفتاحية

ابناء آباء تربية صغار أمية وجدانية منهج تربوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تعاني في مجتمعاتنا من أمية مركبة, فلدينا أمية تربوية, وأمية نفسية, وأمية وجدانية. الأمية التربوية هي أننا محتارون في كيفية تربية الأولاد، ولدينا أخطاء