أخبار

الأطباء يدقون ناقوس الخطر للشباب.. 4 علامات تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء

النوم في هذه الأوقات يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية

قبل ظهور السامري الأول.. لماذا عبد قوم موسى العجل؟

أصحاب الذنوب يخافون من الموعظة ثم يعودون للمعاصي.. ما الحل؟

8فضائل للنهي عن المنكر .. سفينة المجتمع للنجاة ودليل خيرية الأمة الإسلامية ..تكفير للذنوب ومفتاح عداد الحسنات

أنسب وأفضل اختيار.. هكذا تراه بنور البصيرة

النبي يطالب بإسقاط الديون عن أصحابه ويصلح بينهم.. حكايات عجيبة

ضيافة تفوق الخيال.. النبي في بيت أبي أيوب الأنصاري

هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)

استعمال ورق السدر في علاج السحر.. كيف يكون؟

خطواتك لرعاية مواهب طفلك واحترام الفروق الفردية بين الأطفال

بقلم | ناهد إمام | الثلاثاء 26 يناير 2021 - 06:19 م

 كثير من الآباء والأمهات يريدون للأطفال أن يصبحوا قالبًا واحدًا، يريدونهم بنفس السلوك، (الولد ده طيب ومطيع يبقوا كلهم يطلعوا كده، الولد ده شاطر في المدرسة يبقوا لازم كلهم يكونوا شاطرين في المدرسة، الولد ده بيعرف يرسم يبقوا لازم كلهم يعرفوا يرسموا، الولد ده حفظ القرآن في سن صغير يبقوا لازم كلهم يحفظوا القرآن في سن صغير)، مما  يعد  إهدارًا للفوارق الفردية، مما  يسبب مشكلة كبيرة، أو عدة مشاكل، إذ أنه إنكار فطرة خلقها الله في الإنسان، وهي أن كل إنسان في هذه الدنيا يؤدي رسالة معينة،  ويضيف للحياة شيئاً مختلفاً عما يضيفه باقي الناس، فكيف نريد منهم أن يكونوا كلهم شيئاً واحداً، نفس الطريقة، والأسلوب،  وكما نريد لا كما يريدون، هنا كل فرد سيفقد القدرة الخاصة التي وهبه الله إياها، حيث أن كل إنسان وهبه الله قدرة خاصة ليضيف بها إلى هذه الحياة، فبإنكارنا لهذه الموهبة، تضيع الموهبة وفي نفس الوقت لن نتمكن من إجبار الطفل على التميز في مجال ليس موهوباً فيه، كما يجعل الأولاد يغارون من بعضهم، لأن كل طفل يريد أن يصبح مثل أخيه، ولا يستطيع، فيبدأ في كرهه لأنه يشعر بأنه يقوم بعمل شيء يعجب الأب والأم وهو لا يستطيع عمل هذا الشيء الذي يحوز رضا وإعجاب الأبوين، وينظرون إليه على أنه أقل من أخيه، فيغار منه، ويكرهه.

 في حين لو شعر كل طفل بأنه محبوب لذاته،  وإمكانياته, وأننا لا نقارنه بأخيه، ولكننا سنقول له أنه متميز في كذا، وأخوه متميز في كذا، وأننا نحترم قدراتهم ومواهبهم وفروقهم الفردية،  فإن ذلك يؤثر إيجابيًا عليهم جميعًا.

 لو عرفنا هذه الحقيقة،  وأن الله سبحانه وتعالى أعطى كل إنسان قدرة،  وملكة،  وموهبة، يقوم بعمل شيء معين بها في هذه الدنيا، فستختلف أحوالنا بكل تأكيد مع أطفالنا، سننظر إليهم بعطف ورعاية لكل موهبة عند كل طفل، بالشكل الذي تظهر به، وننميها ونهذبها ونكبرها ونوجهها، لكن لا نطفئها، فنحن في مجتمع -للأسف الشديد- يقتل كل المواهب، لأن لدينا تصور أن النجاح نمطي، وتصور يكاد يكون أحاديًا، أن الطفل لابد أن يقوم بعمل أشياء معينة، ولكن هناك ألوان كثيرة من النجاح والإبداع والعطاء ، وألوان كثيرة من تعمير هذه الحياة، كل شخص يقوم بعملها بطريقته، وبالموهبة التي منحه الله إياها، فلا نشوه هذه الفطرة.

 والرسول صلى الله عليه وسلم، كان حوله نخبة ممتازة من الصحابة، كل واحد منهم لديه خلفية ثقافية معينة، منهم العبد، ومنهم السيد، ومنهم التاجر، ومنهم الصانع، ومنهم السياسي والعالم والعسكري، فلم يفرض الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم أنماطاً معينة وثابتة ولم يضعهم في قوالب محددة وإنما نمى كل شخصية لتعطي أفضل ما عندها، فمن لديه ملكة الحفظ حفظ الأحاديث (كأبى هريرة رضى الله عنه)، ومن لديه ملكة القيادة صار قائداً عسكرياً (كخالد بن الوليد رضي الله عنه)، ومن كان لديه ملكة الصوت الندى صار مؤذناً (كبلال بن رباح رضى الله عنه)، ومن لديه ملكة التجارة أصبح تاجراً عظيماً (كعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه)، وهكذا، كل شخص وضع في المكان المناسب له ليعطي أفضل ما عنده، وفي النهاية، تكون لديه باقة من القدرات والملكات تتكامل وتعطي مجتمع قوي مبدع ومبتكر، وهذا ما نفتقده في مجتمعنا الحالي، إننا نفتقد ملكات الإبداع والابتكار في كل المجالات، في العلم والأدب والدين والفن وكل شيء، لأننا لا نرى هذه المواهب ولا نحترمها.

 وفى الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ما يسمى ب "الذكاءات المتعددة" مثل الذكاء اللفظي اللغوي, والذكاء المنطقي الحسابي،  والذكاء البصري الفراغي،  والذكاء الحركي،  والذكاء الفني،  والذكاء الاجتماعي،  والذكاء الوجداني،  والذكاء الروحي.

وللأسف الشديد نحن لا نقيّم في أبنائنا غير عدد قليل من هذه الذكاءات غالبًا الذكاء اللفظي اللغوي،  والذكاء المنطقي الحسابي, وهذا يهدر بقية ملكاتهم التي أودعهم الله إياها ويتركهم في حيرة،  ويجعلهم يشعرون بالدونية لأن ملكاتهم ليست لها قيمة عند الناس الذين يحبونهم ويرعونهم. وهذه النظرة المختزلة للأبناء لا تتوقف عند حدود البيت وإنما تمتد أيضا إلى المدرسة (بل ربما يكون مصدرها الأساسي في المدرسة) حيث يقوم النظام التعليمي على تقدير ملكات محدودة لدى الطالب (غالبا اللفظية اللغوية والمنطقية الحسابيةويهمل بقية الملكات والذكاءات, ولهذا نجد الطلاب لا يحبون مدارسهم لأنهم لا يجدون أنفسهم فيها, وقد زاد من هذه المشكلة الانتشار الوبائي للدروس الخصوصية والتي كانت في فترة من الفترات بمثابة التعليم الموازى والآن أصبحت تمثل التعليم البديل, والتعليم في الدروس الخصوصية يقوم على فكرة إعداد كائن امتحاني يحصد أكبر عدد من الدرجات ولا شيء غير ذلك, وهكذا يختزل الطالب كإنسان ويتحول لأداة تجمع الدرجات, فضلا عن اكتسابه صفات الاعتمادية والانتهازية والاستسهال والمسايرة والنمطية وكلها صفات تخر ج لنا جيلا هزيلا لا يعتمد عليه.

د.محمد المهدي
استاذ الطب النفسي - جامعة الأزهر
*بتصرف يسير

اقرأ أيضا:

إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!

اقرأ أيضا:

هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟







الكلمات المفتاحية

طفل موهوب ذكاء عاطفي ذكاءات متعددة رعاية ذكاء لغوي

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled كثير من الآباء والأمهات يريدون للأطفال أن يصبحوا قالبًا واحدًا، يريدونهم بنفس السلوك، (الولد ده طيب ومطيع يبقوا كلهم يطلعوا كده، الولد ده شاطر في الم