احتفى مبعوث الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في أفريقيا والشرق الأوسط، نجم هوليوود الشهير فينسنت لين بالفنان التشكيلي الجزائري، شمس الدين بلعربي، من خلال تسليط الضوء على مسيرته الفنية، وتحديه الصعاب إلى أن أصبح مصمم بوسترات أفلام أشهر نجوم هوليوود.
وتحدث فينسنت لين عن مشوار بلعربي الفني في موقع idirzs8.wixsite التابع للأمم المتحدة، قائلاً: في العام الماضي في يونيو 2020، كتبت مقالًا عن الفنان الجزائري شمس بلعربي "من فقر مدقع تتحقق أحلام فنان واحد".
وأضاف: "لقد بقينا على اتصال وثيق ومثل جميع الفنانين كان لـ كوفيد – 19 تأثير شديد علينا جميعًا. وكفنانين فقد تأثرنا جميعًا، ولكن بالتأكيد ليس أكثر من الفنانين الذين يعانون بالفعل مثل "شمس"، كنت أرغب في المتابعة معه ومعرفة كيفية تأقلمه. هناك شيء واحد مؤكد بغض النظر عن الظروف كفنانين يجب أن نحافظ دائمًا على إتقان حرفتنا، دائمًا في أصعب الأوقات وأحلكها يمكن أن يولد أعظم إلهامنا".
وأشار إلى بدايات شمس حيث ولد في 14 فبراير 1987 في بلدية عين تادلس بمستغانم بالجزائر، وهو الابن الأكبر لأسرة من ستة أفراد. وعمل والده بجد بلا كلل، ورغم تقدمه في السن كان يعاني من مشاكل صحية كثيرة.
أصيب شقيقه بمرض خطير من العمل الشاق، وتسبب في إعاقة شديدة في قدرته على المشي، تأثر شمس بما رآه وضغط عليه بشدة. كان فنه هو طريقه للخروج والتعبير عن مشاعر في لوحاته، عندما كان صغيرًا، كان مفتونًا بالملصقات الضخمة المعلقة داخل أبواب دور السينما.
كان يركض إلى المنزل ويرسم من ذاكرته المشاهد التي شاهدها في الأفلام. بعض ملصقات الأفلام التي ظلت عالقة في ذاكرته وبقيت محفورة فيه، هي عملية كوندور وساعة الزحام وباتمان وأفلام أخرى.
لكن لم يكن هناك ما يكفي من المال لشراء الطعام للعائلة، لذا لم يكن بوسعه توفير الأدوات الفنية، عمل في وظائف غريبة من أجل شراء تذاكر لدخول السينما. عانى من استغلاله من قبل الأشخاص الذين عمل لديهم، لكن كل ما كان يحلم به يومًا بعد يوم هو أن يجد طريقة لرسم الصور التي يراها داخل السينما، عبر الذهاب إلى عالم خيالي بعيدًا عن الواقع الذي كان يعيشه.
قرر بناء ورشة صغيرة في وسط منزل العائلة، لأنه لم يكن لديه المال لشراء اللوازم الفنية، كان ينتج ألوانًا من أوراق الأشجار والزهور، ويقوم بتجفيف واستخراج الأحمر والأصفر لصنع رسوماته، وصنع ريشة الرسم من ملابس قديمة ممزقة ملقاة في القمامة، وأتبع ذلك بإرسال رسائل إلى شركات إنتاج الأفلام الأمريكية.
لكن لا شيء يأتي بسهولة، ولا تعد حياة الفنانين ممهدة بالذهب، حيث يتطلب ذلك المثابرة والعناية الواجبة والانضباط والعاطفة وعقلية لا تستسلم أبدًا.
كانت الحياة قاسية وكان معظم العمل الذي يمكن أن يجده ليخصص وقتًا لفنه هو العمل الشاق في مواقع البناء، حيث كان ينقل الصخور والأحجار، مثل أي شخص حتى في أفضل الظروف، فقد أثر ذلك على صحته العامة وتركيزه العقلي.
وأمضى شهرين في المستشفى مصابًا بمرض في المعدة. بعد مغادرته المستشفى كان أكثر تصميمًا، وبدأ في عرض فنه في أي مكان يمكنه حتى لو كان في الشارع، فعمل في تزيين المحلات التجارية المحلية.
وبالصبر والجهد المتضافر، استطاع أن يلفت أنظار بعض مخرجي الأفلام، وتمكن من تصميم أكثر من 15 ملصقًا سينمائيًا دوليًا.
كصبي صغير لم تكن الحياة سهلة عليه، كان كل ما يريده شمس هو القليل من المساعدة لتحقيق حلمه ولكن للأسف الحياة لا تسير بهذه الطريقة. مثل المزارعين في الحقول الذين يكدحون تحت أشعة الشمس الحارقة نهارًا في الخارج، كان شمس يحمل سلالم معدنية ساخنة ذهابًا وإيابًا طوال اليوم حتى أصيبت يداه بالحروق.
حاول شمس أن ينسى الذكريات السيئة التي كانت تطارده، وبدأ بالصلاة، وقراءة آيات من القرآن الكريم، ورسم الحروف على جدران المساكن المهجورة التي بنيت من الطين، كان يرسم الشخصيات من الأفلام التي بقيت في ذاكرته.
رسم شمس، ممثلين وشخصيات عامة ألهمته مايكل جاي وايت وريتشارد نورتون ودون ويلسون ومحمد قيسي وجيمي جوراد ومحمد علي والسير شون كونري والرئيس السابق باراك أوباما.
التقى الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، وكان أول ظهور له على التلفزيون الجزائري، كما تلقى اتصالاً من مصطفى أوباما شقيق الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، حيث قال له إنه حريص على العمل في فيلم وثائقي عن فنه. كما تلقى رسالة مشجعة من وزيرة الثقافة البلجيكية، فضيلة العنان، فضلاً عن رسالة من السياسي البلجيكي مارتن مامباكا.