مرحبًا بك يا صديقتي..
لقراراتنا تبعات، ومسئولية عن النتائج المترتبة، ومن الممكن بالطبع أن نتخذ قرارات خاطئة، كما نتخذ أخرى صائبة، وفي كل الأحوال لابد أن نتحمل المسئولية.
ومقتضى المسئولية فيما تعانيه يا صديقتي أن تتعلمي"مهارات" تمكنك من التعامل الصحي مع الحماة.
من مقتضى المسئولية أن تتعاملي مع الواقع بـ"قبول"، فالرفض وتكريسه داخلك سيجعلك دائمًا على غير ما يرام، لا أنت مرتاحة مع نفسك، ولا مع أي أحد، وهذا من شأنه أن يزيد حنقك، ويشعل غضبك، وصراعك الداخلي.
توقفي عن الشجار مع نفسك.
سامحي نفسك على قرار اتضح عدم صوابه، فقد اتخذته في وقت خاص مضى، بظروفه، وملابساته، ووفق درجة وعيك وقتك، ومشاعرك، وطريقة تفكيرك، إلخ.
لا تحاكمي نفسك فهذا من العبث، ولا تغرقي في مشاعر ندم، وذنب إلخ فهذا كله غير مجدي، وضار بضحتك النفسية.
غيري طريقة تفكيرك في الأمر لتتغير مشاعرك وتصرفاتك، فلكل زيجة تحديات، وصعوبات، كما أن لها متعها ومسئولياتها، وما دامت الصعوبات لها حلول وليست خطرة، فلابد أن نتجاسر، ونفكر، ونتغير، ونتعامل.
اقتربي من حماتك، وتعرفي على شخصيتها، ومفاتيحها، وادخلي لها من خلالها، حتى تنفتح لك الأبواب، ربما يكون من مفاتيحها التقدير والثناء، التهادي بهدايا تحبها، الاحترام والتوقير، تقديم شيء من الرعاية أو المساعدة، أضف لذلك معاملة خلوقة، جيدة منك، وسيتغير كل شيء تدريجيًا من جهتها معك.
لا تعولي على ضرورة أن تتغير حماتك، فلا أحد يتغير لأجل رغبة أحد، أو تتغير الظروف والأوضاع وتغادري البيت إلى آخر مستقل، بعيد عنهم، هذا يصلح لتخطيط مستقبلي، لكن، هنا والآن، لابد أن تتغيري أنت لنسخة أفضل منك، تعرف كيف تتعامل مع الواقع بذكاء، وحيلة، ومع الحماة بحكمة وحنكة، ومع نفسك برفق، وتقدير واحترام واستحقاق.
فلا يعني ما سبق ارضاءها على حساب نفسك، أو السماح بما يؤذيك، فالذوق والمعاملة الطيب لا تتعارض مع رفض الاساءة والاهانة بكل حكمة ودبلوماسية، وهذا هو ما قصدته بـ "مهارات" التعامل في العلاقات.
الأمر بيديك، فاستعيني بالله ولا تعجزي، وابدئي فورًا في هذه الرحلة للتغيير لصالحك أنت أولًا، ولصالح علاقتك مع حماتك، وزوجك، بالضرورة، وأسرتك بشكل عام، وامنحي نفسك الوقت وتحلي بالصبر للنوال، ودمت بكل خير ووعي ونضج.