جميع البشر سوف يغادرون هذه الدنيا الفانية إلى يوم الحساب الرباني، حيث يحاسب فيها الإنسان حسب عمله؛ فإما ان يكون من أهل الجنة ويهنأ في نعيمها، أو أن يساق إلى جهنم حيث العذاب المهين الدائم، ومكان الشقاء والتعذيب الأبدي لعصاة الله في الدنيا، وربما يخفى على البعض أن نار جهنم ليست فقط معده للكفرة الذين لا يؤمنون بالله، وإنما يدخلها أيضا المؤمنون بالله لكن ممن عصوا الله تعالى واستكبروا عن طاعته وتنفيذ أوامره في الحياة الدنيا . قال تعالى - واصفًا حرارة نار جهنم في آية الواقعة: "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال* في سموم وحميم* وظل من يحموم* لا بارد ولا كريم" ... صدق الله العظيم.
فما ما هى أودية جهنم؟
1 . وادي الغي : وهو واد في جهنم أعد لمن جمع الصلوات في صلاة واحدة ، قال تعالى : " فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً"، وهذا الوادي تستعيذ منه جهنم لشدة حرارته فكيف سيتحمله بشر.
2 . وادي سقر : وهذا الوادي أعد لتارك الصلاة من المسلمين حيق قال تعالى : " ما سلككم في سقر ، قالوا لم نكن من المصلين " كذلك ورد في الآية " وماأدراك ماسقر ، لاتبقي ولا تذر " ، حيث تذوب به عظام تارك الصلاة بمجرد دخوله من شدة حرارة النار ، ويحشر صاحبها مع فرعون وهامان ، كما يحرم من فرحة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
وقد اختص الله عز وجل بعض أصناف الناس وبالأخص تاركي الصلاة بالعاب الشديد يوم القيامة والخلود في سقر، ومصطلح سقر مشتق من سقرته الشمس، ولا ينصرف التعريف ومعنى أو التأنيث، وهي إذا أذابت جلد الإنسان ولوحته، وأحرقت سائر جلده وعظمه ودمه ووجهه، وإذاقته من مائها وحميمتا، ومن ثم تعيدهم خلقا من جديد حتى يذوقوا العذاب على غرار المرة الأولى، فلا تبقي منهم شيئا، وقد إستعاذ منها النبي وسائر الصحابة، وقال عنها ابن عباس أنها الطبق السادس من جهنم.
ويتضح من الآية الكريمة وفي غيرها من المواضع نوع العذاب الذي يلحق تارك الصلاة ، فهي لا تبقي أحدا إلا وتحرقه، وتلوح بالبشر وتنال منهم. ولا يذوق أهل سقر برد أو نعيم، وطعامهم الضريع والزقوم، وشرابهم الغساق والحميم والغسلين، وهذا نوع أخر من العذاب الأبدي الذي أعده الله لأهل النار، ومن الجدير بالذكر إن تارك الصلاة يحشر مع هامان وفرعون، ولا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يرد حوض النبي. ولأنّ أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، ولأنها عمود الدين والصلاة التي تربط العبد بربه، فلا جرم أول أن ينال كل من تركها أو تهاون بها أن ينال العذاب الأليم في سقر، ولا يعذب فقط تارك الصلاة بالآخرة، ولكنه يشقى بالدنيا، وينسى نفسه، فهي مزيلة النعيم ومقطعة الخيرات، وادي الكبائر، فمن تركها فقد خرج من الملة الإسلام حسبما أشار العلماء، واستعجل بغضب الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
3 . وادي الويل : وهو الوادي الذي أعده الله تعالى لمؤخر الصلاة من غير عذر ، حيث يمتلء بالحيات والعقارب المخيفة ، خصه الله تعالى لمن تهاون في أداء الصلاة على وقتها المحدد ، قال تعالى في وصفه : " ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " ، هذا وقد ذكر هذا الوادي في حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم حين قال :" الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره " . وقد حذر جميع علماء الدين وشيوخهم من تأخير الصلاة عن وقتها لأن أدائها في وقتها من الفروض الالهية التي لا يجوز التهاون بها وخصوصا صلاة الفجر والجمعة التي يؤخرها نفر كبير من الناس ، وقد أعطى الإسلام رخصة تاخير الصلاة لمن لا يستطيع أدائها في وقتها قهرا كالمسافر أو المريض.
اقرأ أيضا:
عين السرو.. تمتلئ حينما تقترب منها وتجف عندما تبتعد.. فما تفسير ذلك؟