مرحبًا بك يا صديقي..
أقدر ما تعانيه، لا أستطيع لومك، ولا أستطيع عدم التعاطف أيضًا مع جدتك والاشفاق عليها، وعليك وإخوتك.
بلاشك رعاية مريض من أصعب الأمور، فما بالك لو كان مسنًا، من بعد قوة ضعفًا وشيبة، ومريض بمرض مزمن، عضال، وفاقد للذاكرة؟!
عندما نتعرض في حياتنا لمثل هذه الظروف يا صديقي لابد أن نوازن بين ضرورة رعاية أنفسنا نفسيًا، وتفهم الأمر، لدى المريض، أضف لذلك رؤية أنفسنا في مرآة هذا المريض، وتذكر أننا معرضون في كبرنا، هرمنا، لمثل هذا، وبالتالي نتعامل معه كما نحب لأنفسنا لو أصبحنا مكانه، لاقدر الله .
فجدتك لا تتذكرك، ولا اخوتك، وتتعامل معكم بمشقة تعانيها، وحدها، فتغضب، وتعاند، وتتوجس، لأنها تتعامل مع غرباء في أدق خصوصياتها فيما يتعلق بالرعاية، فهناك من يطعمها، ومن يحممها، ومن يعطيها الدواء، إلخ، وهي كذلك تعيش في الجزءمن الذاكرة الموجود لديها، صعوبات بعضها فوق بعض ، لها، ولكم.
التفهم، إذا، جزء من الحل، خاصة لرعاية مريش ألزهايمر.
تذكر جدتك قبل اصابتها، أثناء عافيتها، وتمتعها بالصحة، وحنانها، وحبها لك ولإخوتك، وعطاءها، تذكر الرصيد، يا صديقي، فسيخفف هذا عنك كثيرًا ويجعلك تصمد فلا تنفعل ولا تغضب سريعًا أو كثيرًا.
تقسيم المسئوليات، والوقت، مهم جدًا، بينك وبين اخوتك، وقضاء وقت خاص تهتم فيه بنفسك، وترعاها من كل النواحي، وكذلك اخوتك، فهذه الأوقات الخاصة هي التي ستعينكم على الأوقات الشاقة مع جدتك، ويمكنك كذلك بعد التفاق مع اخوتك على البحث عن رعاية مساعدة لكم بأجر، فسيخفف عنكم هذا الكثير.
عدم توقع شكر، ولا تقدير، فجدتك تعانيمن الخرف، وفقدان الذاكرة، لذا توقع العكس تمامًا، وتأهل لهذا، والتمس العذر.
لا بأس من طلب المساعدة النفسية من متخصص، كمرشد، أو معالج، يصحبك في رحلتك هذه لرعاية جدتك بدون أن تتضرر نفسيًا أو تضطرب، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟