ابني عمره 8 سنوات، فوجئت أنه يسرق أدوات أصدقاؤه في المدرسة، فعنفته وأقلع عن هذا الفعل، والآن كلما تركت حقيبتي مساءً في الغرفة وبها نقود أجدها نقصت صباحًا بعد ذهاب ابني للمدرسة.
زارتنا أختي منذ شهرين، وعندما غادرت فوجئت بأن المال الذي في حقيبتها ناقص، وأنا أشك في ابني ومنهارة، ماذا أفعل معه؟
الرد:
مرحبًا بك يا صديقتي..
تحار أغلب الأمهات في كيفية علاج السرقة عند أطفالهم، وما هي الأسباب التي تدفع الطفل للسرقة، وأغلب الأطفال يفعلون ذلك دون أن يدركوا أنه خطأ، وأن اسمه"سرقة".
هذا أولًا، فإن حدث وسرق الطفل من أمهاتهم، أو آبائهم، أو أشقائهم، أو أصدقائهم ، أو أقاربهم، فهذا يحدث لأسباب مختلفة، كثيرة، منها، عدم ضبط النفس، فقد لا يتحكم طفلك في أفعاله فيسرق ما يراه أمامه، أو بسبب تشوق الطفل ليصبح غنياً يستطيع الحصول على الأشياء باهظة الثمن بالنسبة لمصروفه الشخصي، أو يشعر بأنك قد لا تتمكنين من شراؤه له، أو بسبب ضغط الأقران، إذ يكون طفلك منخرطًا في صداقات خاطئة في المدرسة، أو يكون لديه صديق يحب سرقة الأشياء من الآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى تأجيج سلوك السرقة لدى طفلك، او بسبب رغبته في جذب الانتباه، عندما يشعر أنه لا يحظى باهتمام كافٍ من معلمه أو منك، فقد يشعر بالحاجة إلى القيام بشيء مثل السرقة لجذب انتباهك، أو يسرق بسبب المتعة، فقد يسرق طفلك دون معرفة أن هذا الفعل خاطئ، فقد يأخذ أشياء ليست مفيدة له، فقط للحصول على بعض المتعة.
والآن كيف تتعاملين بشكل عام مع الأمر؟!
هناك بالطبع سلسلة طويلة من الارشادات العامة سأورها لك، ولكن لابد من معرفة السبب مما سبق من احتمالات تم عرضها للتعرفي عما يخض طفلك منها.
ومن هذه الارشادات:
1- قومي بإيقاف تشغيل الهواتف المحمولة وأجهزة الكومبيوتر المحمولة لبعض الوقت، واستمتعي بوقتك مع طفلك، فيساعدك ذلك على الالتصاق به وتقديم الحب الكافي له، كما سيساعد ذلك طفلك على التوقف عن ممارسة السرقة ومناقشة احتياجاته معك.
2- ما لم تكوني قد رأيته يسرق أو سمعت عنه من شخص تثقين به تماماً، فلا تتهميه.
3- علمي طفلك أن يعرف عن الملكية الشرعية، عندما يكون لديك طفلان أو أكثر في المنزل، لا تتبعي سياسة "جميع الألعاب للجميع"، علّمي طفلك أن يطلب الإذن باللعب بلعبة أخيه أو أخته ثم يعيدها بعد اللعب.
4- على الرغم من شعورك بالألم بسبب هذه المشكلة، عليك أن تنقلي لطفلك أنك ما زلت تحبينه وقد سامحته، وأعطه عناقاً وتقبيلاً يساعده على الامتناع عن فعل ذلك مرة أخرى، إذا قام بذلك لجذب الانتباه.
5- حافظي على هدوئك ولا ترفعي صوتك ، عليك أن تجعلي طفلك يدرك حركته الخاطئة، دون إجباره على القول بأنه لن يسرق مرة أخرى.
6- إذا كان ابنك يتحدث عن الحقيقة، فأعجبي به لفعل ذلك.
إذا وجد طفلك محفظتك المفقودة، فقيمي جهوده، وعلميه أنه قام بالفعل الصحيح الذي كان عليه فعله، وأن الله سوف يجزيه برزق وفير نتيجة لأمانته.
7- إذا قبل طفلك أنه يسرق، فأخبريه أن يعتذر للشخص الذي سرق منه، كأن يقدم هدية صغيرة لذلك الشخص لإصلاح المشاعر الصعبة، يمكن أن تكون هذه تجربة مهينة لطفلك، والتي ستساعده على الابتعاد عن السرقة للأبد.
8- عندما تعلمين أن طفلك يسرق، تأكدي أنك لا تقدمين فرصة لإغرائه للقيام بذلك مرة أخرى، كترك الحقائب بها مال أمامه وهكذا، أغلقي خزانتك على حقائبك ومحافظك المالية.
وأخيرًا، تعرفي على السبب الجذري لمعالجته، واصلاح الأمر، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!.