مرحبًا بك يا عزيزتي..
قلبي معك..
أما العادة السرية، فهو مفهوم أمرها، بعد أن حدث لابنتك بسبب التحرش ما يسمى بـ "الإفاقة الجنسية المبكرة".
وأما إحساسك أنك أنت السبب، وشعورك بالذنب، فهو ليس صحيحًا، ما حدث قد حدث، وكان سيحدث، وأنت لست مسئولة عن شيء ولا ابنتك الطفلة، كل المسئولية يقع على وليها والمسئول عن رعايتها وحمايتها وقتها وهو الأب، ومن قام بالتحرش، وهو أيضًا بالغ راشد كما ذكرت.
الآن، مطلوب منك التحرر من شعور غير حقيقي، وغير مطلوب، وضار للغاية بصحتك النفسية ومشاعرك وتعاملك مع نفسك، وابنتك.
مشاعر الذنب يا صديقتي "معطلة"، "معوقة"، لذا لم يرض لنا ربنا سبحانه أن تأسرنا، بل وفر لنا ما يحررنا منها فورًا، فجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقال أنه يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل!
صدقي أن الله غفور، رحيم، حنان، منان، عفو، وأنك نسخة بلا ذنب وبلا تعطل، نسخة داعمة لنفسها وابنتها، فهي في أمس الحاجة لذلك.
التعافي من التحرش يا صديقتي هو مهمتك، أن تساعدي ابنتك على الوصول إليه، بتصديقها، واحتضانها، ورعايتها في أجواء من الحنان، والثقة، والاهتمام، والقبول، والعطاء، والأمان، والصداقة، وطلب المساعدة من متخصصة، معالجة نفسية، حتى تتشافى ابنتك من آثار ما حدث على شخصيتها، تصوراتها الذهنية عن العلاقة مع الرجل، الجنس، جسدها، نفسها، إلخ.
والتعافي ليس صعبًا، لكنه يحتاج لمتخصص لوضع خطة علاجية بحسب عوامل كثيرة تتضمن "تفاصيل " الواقعة، وما حدث بعدها، والسمات الشخصية للبنت، وطبيعة علاقتها بك ووالدها.
ما حدث لابنتك ليس هينًا، فأشد ما يمكن أن تتعرض له طفلة صغيرة كإبنتك هو التحرش بها، ومن الأقارب، أو المحارم، من يفترض أنهم مصدر الحماية، والأمان.
أرجو أن تفكري جيدًا في هذا الكلام، ولا تترددي في فعل المطلوب منك، ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!اقرأ أيضا:
هل يشابه أبناء المطلقين آباءهم ويستسهلون الطلاق؟