ابنتي الكبيرة شقية وحركتها كانت كثيرة، وبعد ولادة أخيها وزيادة الحمل، واكتئاب ما بعد الولادة كنت أعنفها غصبًا عني وأضربها، وأتسبب في تعنيفها من قبل والدها أيضًا، كنت مضطربة نفسيًا وتسببت في تدمير شخصيتها وتحولها لبنت مطفية جبانة ترهب الكل، حتى أنني اشعر أنها تكرهني ولا تحبني وأخاها أيضًا، فما هو العلاج والحل الامثل لمشكلتها؟
(هـ. ف)
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!تجيب الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية:
لا أستوعب فكرة أنك تعاقبين طفلة صغيرة، لدرجة أن يؤثر ذلك سلبًا علي شخصيتها كما أوضحت، فهل كنت تسعين للإنجاب من أجل أن تعاقبي طفلتك على مجيئها للحياة أم ماذا؟
علماء التربية حددوا مسبقًا السنوات التأسيسية لشخصية الطفل وهي الخمس سنوات الأولي من عمره، ويرجع كثير من الاستشاريين والأخصائيين سلوكيات البشر عامة إلى ما مروا به في الصغر، ولعل أهم ما يؤثر في سلوكيات البشر في الكبر هي علاقتهم بالأسرة من أب وأم وأخوة.
عنف الأم والأب وضربهم لأولادهم وصراخهم بوجه الطفل منذ الصغر، يدمر شخصيته ويجعله شخصًا جبانًا وكذابًا، ويفقده ثقته في نفسه.
لا تزال هناك فرصة يا عزيزتي أن ينصلح حال طفلتك، فما عليك سوى استشارة أخصائي تربوي لوضع الخطوط العريضة لعلاج ابنتك، ولعل أهمها أن تتوقفي تمامًا عن التعنيف والضرب والقسوة، وأن تغمري طفلتك بالحب والحنان، واسعي لتشجيعها علي الدخول في نقاشات معك ومع الآخرين، وبدلًا من أن تعاقبيها على أخطائها اشرحي لها وعرفيها واحتويها وامدحيها دائمًا، وشجعيها على التعبير عما بداخلها.