توفي والدي، وأنا في عمر خمس سنوات، وكانت أمي وقتها عمرها ٢٦ من عمرها، وبسبب ضغط الأهل وصغر سنها تزوجت، المشكلة أنها تزوجت ابن عمها الذي كان يحبها وأراد الزواج منها قبل والدي، وانجبت منه بنتًا، طول عمري كنت أنا الدخيلة على الاسرة، هم أسرة مستقرة وأنا العزول، فكرت كثيرًا أترك البيت ولكن حتى الزواج ليس بالسهل، قسوة أمي وتفضيلها كرهني في نصيبي وفيها وفي أختي الوحيدة، مع أن الناس كلها بتشهد بحنية أمي وأصحابي يستغربون عدم حبي لها، يمكن لو لم تتزوج وربتني كنت أقدر تعبها وأحبها حبًا مضاعفًا، لكنها أنانية اختارت نفسها ومصلحتها عني؟
(س. م)
اقرأ أيضا:
إشكالية العلاقة بين الأبناء والآباء.. من يربي من؟!
تجيب الدكتورة غادة حشاد، الاستشارية الأسرية والتربوية:
يا عزيزتي هي أمك وستظل أمك، إذا لم تقدري على حبها، يمكنك مسامحتها على الأقل، زواجها من المؤكد كان بهدف توفير المنزل والأمان لكي، وقد تكون أخطأت الطريقة، ولكن يجب أن تعي جيدًا أن وضع الأرملة والمطلقة في المجتمعات العربية يكون صعبًا.
لم تقدري وأنت طفلة أنها كانت تريد أن يحميكما رجل، ولكنك تعاملت معه على أنه سارق لوالدتك، فانعكس ذلك على تصرفاتك معه ومع ابنته (أختك من أمك)، ولعله حاول أن يصل لقلبك ولكنك رفضت، ولعل أمك حاولت التقريب بينكما ولكنك كطفلة أخذت منها أمها، عاندت ولم تستجيبي.
ولعل حرص أمك على البقاء بك في بيت زوجها دفعها للقسوة عليك أحيانًا، ولعل ما كنتي فيه من العند والطفولة جعلك ترفضين كل محاولات الأهل لإفهامك الوضع الجديد المفروض عليكما ولكنك أبيت.
أتفهم ما كنت تعانينه كطفلة ومقدار وعيك البسيط وقتها، وأتفهم وضع امك الحرج بين ابنه يتيمة ووضعها كأم أرملة شابة.
الله لن يحاسبنا سبحانه على الحب ولكن سيحاسبنا علي افعالنا، صفي قلبك وسامحيها.