مجاهدة النفس والسيطرة عليها لتظل في طريق الاستقامة والهداية وطاعة الله هو أعظم الجهاد وأصعبه.. بل هو الجهاد الأكبر المستمر طوال الحياة لأن الجهاد في ساحات القتال والمعارك هو جهاد مؤقت مهما طال زمنه.
والناس في معركة النفس ثلاث انواع ، وتتلخص ف ما روى عن وهب بن منبه أنه قال :
ان ابليس لقي يحي بن زكريا عليهما السلام، فقال له يحي بن زكريا، أخبرني عن طبائع ابن آدم عندكم؟
قال ابليس : أما صنف منهم فمثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء..
والصنف الثاني : فهم في أيدينا كالكرة في أيدي صبيانكم وقد كفونا أنفسهم..
والصنف الثالث: فهم أشد الأصناف علينا، فنقبل على أحدهم حتى ندرك حاجتنا منه ثم يفزع إلى الاستغفار فيُفسد به علينا ما أدركنا منه.. فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك حاجتنا منه
وفي معركة الإنسان مع نفسه فإن القلب والعقل هما أهم المقومات التي تعينه على ذلك.. كالتالي:
القلب : ما كان حياً رقيقاً صافياً صلباً مشرقاً لقول علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه (إن لله تعالى في أرضه آنية وهي القلوب.. فأحبها إليه تعالى أرقها وأصفاها وأصلبها، ثم فسرها فقال: أصلبها في الدين، وأصفاها في اليقين، وأرقها على الإخوان
القرآن الكريم يصور قلوب المؤمنين فيقول : الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
بينما يصور قلوب الكافرين فيقول : فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي فالصدور
ويقول : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها .
العقل : ما كان بصيراً، مدركاً، مميزاً، مقتبساً العلوم التي بها ينال القرب من الله ويدرك عظمته وقدرته
و قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء ] .
ولقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيمة هذه النعمة بقوله ( ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل
وقوله إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (إذا تقرب الناس إلى الله تعالى بأنواع البر فتقرب أنت بعقلك)
( وقوله ( ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى)
وهناك العديد من وسائل تحصين النفس من مداخل الشيطان وإغوائه أجملها أحد الصالحين بقوله : ( نظرت وتفكرت من أي باب يأتي الشيطان إلى الإنسان ، فإذا هو يأتي من عشرة أبواب
الأول : الحرص وسوء الظن فقابلته بالثقة والقناعة
والثاني : حب الحياة وطول الأمل، فقابلته بخوف مفاجأة الموت
والثالث : طلب الراحة وطلب النعمة، فقابلته بزوال النعمة وسوء الحساب
والرابع : العجب، فقابلته بالمنة وخوف العاقبة
والخامس : الاستخفاف بالناس وقلة احترامهم، فقابلته بمعرفة حقهم وحرمتهم
والسادس : الحسد، فقابلته بالقناعة والرضى بقسمة الله تعالى في خلقه
والسابع : الرياء ومدح الناس، فقابلته بالإخلاص
والثامن : البخل، فقابلته بفناء ما في أيدي الخلق وبقاء ما عند الله تعالى
والتاسع : الكبر، فقابلته بالتواضع
وعاشرها : الطمع، فقابلته بالثقة بما عند الله والزهد بما عند الناس
اقرأ أيضا:
لا تدع الإيمان ينقص في قلبك وجدده بهذه الطريقةاقرأ أيضا:
تتبع خطوات الشيطان بمواقع التواصل حتى الوقوع في فاحشة الزنا.. كيف تتجنبه وتتوب منه؟