كان الفقيه حماد بن سلمة ممن أدمنوا العبادة، والمواظبة عليها، فصار إماما في ذلك معروفا بالزهد والورع.
يقول أحد معاصريه: لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم، كان مشغولا بنفسه، إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح وإما أن يصلي، وكان قد قسم النهار على هذه الأعمال.
وقد مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي.
وكان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد فيرجع، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما.
وقال الإمام البخاري: سمعت بعض أصحابنا، يقول: عاد حماد بن سلمة , سفيان الثوري، فقال سفيان: يا أبا سلمة أترى أن الله يغفر لمثلي؟
فقال حماد: والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي، وذلك أن الله أرحم بي من أبوي.
قال محمد بن الحجاج: كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية، فقال حماد: إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث، وإن لم أقبلها حدثتك، قال: لا تقبلها وحدثني.
وقد رئي حماد بن يزيد في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، قال: فما فعل حماد بن سلمة؟ قال: هيهات ذاك في أعلى عليين.

اقرأ أيضا:

وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟

حماد بن زيد:

فهو بصري، قال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدا أعلم بالسنة من حماد بن زيد.
وقال حماد بن زيد: لئن قلت إن عليا أفضل من عثمان، لقد قلت: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خانوا.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: من أدركت من الناس كانت الأئمة منهم أربعة: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسفيان بن سعيد، وذكر الرابع إن لم يكن قال: ابن المبارك، فلا أدري من هو.
ومات حماد بن زيد يوم مات ولا أعلم له في الإسلام نظيرا في هيئته ودله، أظنه قال: وسمته.