"أنا شاب أفيونجي ترمادولجي.. بس ساعات باكون عايز اكلم ربنا.. عايزه يسمعني.. بس باخجل من نفسي واقول معقول ربنا بذاته سبحانه وتعالى ممكن يسمع لواحد زيي.. هل فيه طريقة ممكن فعلا ربنا يسمعني وانا كدا مرمي في الوحل وكلي ذنوب.. ومش أي ذنوب.. دي بلاوي كتيرة.. اضرب مخدرات واشرب كل انواعها.. م الآخر مدمن.. لا عارف أتوب عن الإدمان ولا أتوب عن الذنوب.. دلوني لو في حل قولولي عليه".. رسالة في غاية الخطورة تحمل وجعًا قبل أن تحمل ندمًا من صاحبها.. فالموقف جد خطير، ويحتاج وقفة من المجتمع ككل قبل الشخص المصاب نفسه.. فطالما هو استشعر ما به من مصاب، على المجتمع أن يساعده ويمد له يد العون.. وليعلم الجميع أن الطريق إلى الله عز وجل متاح للجميع، حتى هذا الشاب الأفيونجي الترمادولجي.
إدمان الذنوب
الإدمان الذي به هذا الشاب.. هو إدمان الذنوب قبل إدمان المخدرات.. وعله فعل خيرًا أنه بدأ في العودة لنفسه، فهي خطوة هامة جدًا في الابتعاد عن هذا الطريق السيء.. وبالأساس كثير من الناس يتصورون أن بعض الأخطاء ليس لها توبة أبدًا، وهو ما ينافي الحقيقة تمامًا، لأنه ما من ذنب أكبر من التوبة مهما كان.. فإذا كان الإسلام يجب ما قبله من (الكفر)، فما بالنا بالذنب.. مؤكد يمحوه تمامًا، طالما جاء على يقين واتبع فيه الخطوات اللازمة.
والبداية هي الاجتهاد في الإقلاع عن هذا الإدمان الخطر، بشتى الطرق، مهما كانت المحاولات صعبة، لكن عليه ألا ييأس وليثق في أنه يومًا ما سيشفى تمامًا، لأن الله عز وجل لا يمكن أن يعلم نيته في التوبة ويتركه يواجه مصيره وحده، لابد أن يساعده ويمد له يد العون، لكن بالتأكيد بعد أن يصل هو لمرحلة يقينية في الله عز وجل.
اقرأ أيضا:
فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟التعود على التوبة
عزيزي المسلم، كما تتعود على الوقوع في الشهوات أو الأخطاء، تعود يومًا على التوبة، بقين في الله عز وجل من ناحية، وبيقين داخلك على عدم العودة إلى مثل هذه الأخطاء والشهوات مرة أخرى، وليعلم الجميع أن إدمان الذنوب إنما خطره على الإنسان والمجتمع ككل، كبير جدًا.
عن حذيفة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكتت له نكتة بيضاء ، حتى يصير على قلبين : أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض ، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه».. إذن عزيزي الشاب لهي فتنة.. وعليك مواجهتها، فهي بداية التوبة والإقلاع عن الإدمان معًا.. التوبة من الذنوب والشفاء من الإدمان.. ابدأ وتوكل ولا تركن وثق في الله.