لا يمكن لمسلم أن يعتبر الاستغفار مجرد كلام يردده وقت فراغه أو يا ردده وهو مشغول ولا يفهم معناه بل لا يحسن معرفة صيغه لكن الاستغفار أوسع من هذا بكثير.
ومن يتأمل فالاستغفار له علاقة كبيرة جدا بالتوبة بل إنه أحد وسائله فالمسلم إن وقع فى معصية يبادر مباشرة التوبة يرجو عفو ربه سبحانه وتعالى وهو فى توبته يلازم الاستغفار بصيغه المعروفة مع حضور قلبه مع لسانه.
سيد الاستغفار:
ومن افضل صيغ الاستغفار أن يقول ما يعرف بسيد الاستغفار وصيغته: " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"، وهذه الصيغة هي من أكمل الصّيغ، وتقال صباحًا، ومساءً كالأذكار، فمن قالها دخل الجنّة.
الاستغفار والتوبة:
وسيلة نافعة للشدائد والأزمات التي تمرُّ بالإنسان تكون نتيجة المعاصي التي ارتكبها، فمتى ما لجأ إلى الاستغفار والتوبة أبعد الله عنه الشدة، وعادت إليه الطمأنينة والسكينة، وقد بيَّن الله سبحانه و تعالى أن التوبة تكشف الشدة والمحنة إذا اعتبر الإنسان وعاد إلى الله ؛ فقال سبحانه وتعالى ﴿ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾ [التوبة: 126] وقال عز وجل ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا ﴾ [هود: 3].
الإكثار من الاستغفار:
وقد أرشد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الأمة إلى لزوم الاستغفار ؛ ففيه الطمأنينة وكشف الهموم والغموم ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((مَن لزم الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب)) رواه أبو داود في سننه ، و لقد كان نبيِّنا صلى الله عليه وسلم مكثرًا من الاستغفار؛ ففي البخاري عن أبي هريرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: " «والله إنِّي لأستغفرُ الله وأتوبُ إليه في اليومِ أكثرَ من سبعينَ مرَّةً» ". و أخيرا الاستغفار سبب من أسباب من أسباب سعة الرزق و الذرية . كما فى سورة نوح عليه السلام .