كان ابن سيرين آية من آيات الله في تفسير الرؤى والمنامات، حيث صار من أعلم الناس وأشهرهم في هذا العلم.
قال رجل لابن سيرين: رأيت كأني أحرث أرضًا لا تنبت، قال: أنت تعزل عن امرأتك.
وقال له آخر: رأيت كأني أطير بين السماء والأرض، قال: أنت رجل تكثر المنى.
وأتاه رجل فقال: رأيت كأني ألعق عسلاً من جام من جوهر، قال: اتق الله وعاود القرآن فإنك قرأته ثم نسيته.
ورأى رجل في المنام كأن في حجره صبيًا يصيح، فقصّها عليه، فقال: اتق الله ولا تضرب بالعود.
وأتاه رجل فقال: رأيت في المنام كأني أشرب من بلبلة لها شعبان، فوجدت أحدهما عذبًا والآخر ملحًا، فقال: اتق الله، لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها.
وقال رجل: رأيت كأني أبول دمًا، قال: تأتي امرأتك وهي حائض؟ قال: نعم، قال: اتق الله ولا تعد.
وقال حبيب: قال له رجل: رأت امرأة في المنام أنها تحلب حية، فقصها على ابن سيرين , فقال: اللبن فطرة، والحية عدو وليست من الفطرة في شيء، هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء.
ورأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ في وصيته وقال: مات الحسن وأموت بعده، وهو أشرف مني.
وقال ابن سيرين: رأيت جليسًا لي في المنام، فإذا ساقاه من ذهب فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: غفر لي ذنوبي وأدخلني الجنة، وبدلني ساقين من ذهب أسرح بهما في الجنة، قلت: بماذا؟ قال: بعزل الأذى عن الطريق.
ومن مواعظة مع براعته في الرؤى، قال ابن سيرين: حسن الخلق عون على الدين.
وقال: ثلاثة ليس معها غربة: حسن الأدب، ومجانبة الأذى، والكف عن الريب.
وقال محمد بن سيرين: إن رجلين اختصما في تخوم أرض، أي في حد أرض، فأوحى الله عز وجل إليها كلميهما، فقالت: يا مسكينان تختصمان في وقد ملكني ألف أعور سوى الأصحاء.
وقال هشام بن حسان: ما رئي محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع لها.
وقال الفضيل بن عياض: قال الحسن: إنما هي طاعة الله، أو النار فقال ابن سيرين: إنما هي رحمة الله أو النار.
وقالت امرأة هشام بن حسان: كنا مع ابن سيرين في داره، وكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار.
اقرأ أيضا:
وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟