حاتم الأصم أو أبو عبد الرحمن حاتِم بن عنوان الأَصَمْ، احد رموز تابعي التابعين أحد علماء أهل السنة والجماعة والقرن الثالث الهجري، وهو من قدماء مشايخ خراسان من أهل بلخ، صحب شقيق البلخي وكان أستاذ أحمد بن خضرويه. كما زار بغداد واجتمع بأحمد بن حنبل. له ابن
كان الأصم يلقب ب، لقمان الأمة . رغم أنه لم يكن أصمَّ، وإنما تصامم مرَّة فسُمّي به. فيما وردت روايات أخري أنه لقب بهذا اللقب لأن امرأة سألته مسألة، فخرج منها صوت ريح من تحتها، فخجلت، فقال لها: «ارفعي صوتك»، وأراها من نفسه أنه أصم حتى سكن ما بها، فنُعت بالأصم.
وقد روي أبا علي ّالدقاق، نفس الواقعة بالقول : «جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها في تلك الحالة صوت، فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك. فأَرى من نفسه: أنه أصمُّ، فسرَّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الصمم.»
كان لإمام أهل السنة والجماعة عديد من الأقوال المأثورة حيث روي أبو عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، قال: سمعت أبا علي ّسعيد بن أحمد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت خالي محمد بن الليث يقول: سمعت حامداً اللقاف يقول: سمعت حاتماً الأصم َّ يقول: «ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ماذا تأكل؟ وماذا تلبس؟ وأين تسكن؟ فأقول له، آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.»
وبإسناده قيل له: «ألا تشتهي؟ فقال: أشتهي عافية يوم إلى الليل. فقيل له: أليست الأيام كلها عافية؟ فقال: إن عافية يومي، أن لا أعصي االله فيه.»
وكذلك روي عن حاتم الأصمَّ، أنه قال: «كنت في بعض الغزوات، فأخذني شخص فأضجعني للذبح فلم يشتغل به قلبي، بل كنت أنظر ماذا يحكم الله تعالى فيَّ. فبينما هو يطلب السكين من حقِّه أصابه سهم غرْب. فقتله، وطرحه عني فقمت.ً»
ومن الوقائع التي نقل عن ابن الأصم كذلك ما رواه عبد الله بن يوسف الأصبحاني يقول: سمعت أبا نصر منصور ابن محمد بن إبراهيم الفقي يقول: سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير يقول: روي عن حاتم أنه قال: «من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت: موتاً أبيض، وهو الجوع. وموتاً أسود، وهو: إحتمال الأذى من الخلق. وموتاً أحمر، وهو: العمل الخالص من الشوْب في مخالفة الهوى. وموتاً أخضر، وهو: طرح الرقاع بعضها على بعض.»
في يوم من الأيام كان حاتم الأصم وهو من حكماء العرب يسير بصحبة الإمام احمد بن حنبل فسألة الأخير كيف السلامة من الناس يا حكيم ؟؟فرد الأصم بشكل مباشر محددا ثلاث خطوات لإمام أهل السنة والجماعة.
اقرأ أيضا:
وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟حاتم الأصم مضي في مخاطبة ابن حنبل قائلا : تعطيهم من مالك ولا تأخذ من مالهم وتقضي حوائجهم ولا تطلب منهم حاجة,وتصبر على أذاهم و لا تؤذيهم
الامام أحمد رحمه الله عقب علي خطوات حاتم الأصم الثلاثة : هذا صعب يا حكيم فقال الحكيم : وليتك تسلم .