أول ما يخطر ببال العديد من النساء عندما تتأخر دورتهم الشهرية هو أنهم حامل، ومع ذلك ، هناك العديد من الأسباب بخلاف الحمل التي قد تؤدي إلى تأخر دورتك الشهرية أو حتى توقفها تماماَ، فقد تتأخر دورتك الشهرية بسبب الرضاعة الطبيعية، وفقدان الوزن، والكثير من التمارين الرياضية، والتغييرات في مواعيد نومك، وانقطاع الطمث، وبالطبع الحمل.
وقد تؤدي زيادة الوزن أيضًا إلى تأخر الدورة الشهرية لأن دهون الجسم تنتج هرمون الاستروجين الذي قد يتداخل مع هرموناتك، كما قد تؤدي بعض الأمراض مثل تكيس المبايض والاضطرابات الهضمية والسكر إلى تأخير الدورة الشهرية.
وبشكل عام تعتمد عملية الإباضة والحيض على توازن دقيق للهرمونات، وإذا تم تغيير هذه الهرمونات ولو قليلاً، فقد يتسبب ذلك في تأخر الدورة الشهرية.
وتشير هذه المقالة التي نشرها موقع insider إلي تسعة أسباب يمكن أن تكون خلف تأخر دورتك الشهرية، وما يحدث بيولوجيًا وراء الكواليس، ومتي عليكي زيارة الطبيب.
الرضاعة الطبيعية
إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فمن الشائع أن تعاني من انقطاع الطمث أو انقطاع الدورة الشهرية، هذا لأن الرضاعة الطبيعية مرتبطة بمستويات عالية من هرمون البرولاكتين، الذي تتسبب مستوياته المرتفعة في إفراز هرمونين مهمين للدورة الشهرية والإباضة، وهما الهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون اللوتيني (LH).
اقرأ أيضا:
تقدم علمي هائل يساعد على اكتشاف التهاب المفاصل مبكرًاالتوتر
التوتر لا يؤثر فقط على صحتك العقلية، لكن يمكن أن يؤثر أيضًا على هرموناتك، مما يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية، هذا لأنه عندما تكون متوترًا، يكون لديك مستوى متزايد من هرمون الكورتيزول - المعروف أيضًا باسم هرمون التوتر، وسيؤدي ارتفاع الكورتيزول إلى تثبيط إفراز الهرمون اللوتيني، والذي سيؤثر بدوره على الإباضة.
كما يمكن أن يخفض التوتر أيضًا مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون، مما قد يجعل دورتك الشهرية غير منتظمة، وخاصة في المواقف الشديدة التوتر، مثل الامتحانات النهائية.
التغييرات في جدول النوم
يحافظ جدول نوم ثابت على اتساق جدولك البيولوجي أيضًا، ولكن عندما يتم تغيير جدول نومك، فإن إفراز الهرمونات لا يكون ثابتًا ومنتظمًا كما هو معتاد، مما يؤثر بدوره على إفراز الهرمونات التناسلية.
وإذا كان جسمك لا يفرز الهرمونات المرتبطة بالحيض، فقد تتأخر الدورة الشهرية تنقطع، علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم قلة النوم في التوتر، مما يؤدي مرة أخرى إلى زيادة هرمون الكورتيزول، مما قد يؤثر أيضًا على توقيت دورتك الشهرية.
فقدان الوزن
ممارسة الرياضة وتناول القليل جداً من الطعام يمكن أن يؤدي إلى فقدان شديد للوزن، مما يمكن أن يتسبب في فقدان الدورة الشهرية أو تأخرها، هذا لأنه عند فقدان الوزن بسرعة، قد لا يفرز الدماغ هرمون إفراز الغدد التناسلية GnRH، وهو هرمون يتحكم في إفراز الهرمونات الأخرى التي تفرزها الغدة النخامية، بما في ذلك الهرمونات التناسلية مثل FSH والبرولاكتين.
ولهذا السبب، لن تتلقى الغدة النخامية إشارة إلى أنها بحاجة إلى إفراز هرمونات تناسلية، وسيؤدي ذلك إلى تأخر الدورة الشهرية.
اقرأ أيضا:
فوائد الشاي الأخضر.. 3 أكواب يوميًا للتخلص من الجير وتقوية اللثةممارسة الرياضة أكثر من اللازم
غالبًا ما ترتبط ممارسة الرياضة كثيرًا بفقدان الوزن، مما قد يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، ولكن حتى لو كان وزنك ثابتًا، فإن الإفراط في ممارسة الرياضة بمفردك يمكن أن يتسبب في تأخر الدورة الشهرية، ومثال على ذلك، أنه من الممكن أن تعاني الرياضيات من تأخر دورات شهرية أكثر من غير الرياضيات.
زيادة الوزن
مثلما يمكن أن يتسبب فقدان الوزن في تأخر الدورة الشهرية، كذلك يمكن أن يؤدي زيادة الوزن، حيث تنتج الأنسجة الدهنية أو دهون الجسم هرمون الاستروجين، لذلك عندما يكون وزنك زائدًا، يكون لديك هرمون الاستروجين الزائد المنتشر في جسمك، والذي يمكن أن يتداخل مع العمليات الهرمونية في عقلك.
ويمكن للإستروجين أن يعطي ردود فعل سلبية للدماغ مما يخدع الدماغ في التفكير، ليشعر الدماغ أنه لا يحتاج إلى إفراز الكثير من هذا الهرمون، ومن ثم يؤدي ذلك بدوره إلى قلة الإباضة وتأخر الدورة الشهرية.
بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تعانين من زيادة الوزن ولديك مستويات عالية من هرمون الاستروجين بشكل مزمن، فقد لا يشعر عقلك بزيادة إنتاج هرمون الاستروجين من المبيض عندما يحين وقت الإباضة، ومن ثم لن تحدث الإباضة والحيض.
وعندما تفقدي الوزن الزائد ستعود مستويات هرمون الاستروجين إلى مستواها الطبيعي، ومن المرجح أن تعود الدورة الشهرية إلى طبيعتها.
اقرأ أيضا:
انتبه لهذه العادات الخطيرة.. زجاجات المياه تحتوي على جراثيم أكثر من مقاعد المراحيضفترة ما قبل انقطاع الطمث
فترة ما قبل انقطاع الطمث هي الفترة التي تسبق سن اليأس، عندما تتوقف دورتك الشهرية تمامًا، والتي تبدأ عادة في نهاية الأربعينيات من العمر.
عندما تكونين في فترة ما قبل انقطاع الطمث، تنفذ البويضات من المبايض، وقد تكون مستويات هرمون الاستروجين لديك غير منتظمة، وهذا يؤدي إلي عدم تكون الكمية الكافية الإستروجين التي يتم إنتاجها من دورة إلى أخرى كافية لتحفيز الإباضة وبالتالي الحيض.
كما يمكن لانقطاع الطمث أن يمنع المبيضين في بعض الأحيان من الاستجابة بشكل صحيح لهرمون الاستروجين، مما قد يؤدي أيضًا إلى تأخير الدورة الشهرية، وعلى الرغم من أن الدورة الشهرية لا تزال ممكنة خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث، فقد تختلف من شهر لآخر بسبب تغير مستويات الهرمون.
أمراض غير مشخصة
إذا كانت الدورة الشهرية متأخرة علي الرغم من حصولك على قسط كافٍ من النوم، ووزنك ثابتًا وصحيًا، ولم تكوني تعاني من التوتر الشديد، أو في فترة ما قبل انقطاع الطمث أو مرضعة، فقد حان الوقت للتفكير في احتمالات أخرى مثل المرض.
وبعض الأمثلة على الحالات الأساسية التي يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية هي:
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات: تعتبر الدورة الشهرية غير المنتظمة شائعة جدًا لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة تكيس المبايض، وهذه الحالة قد تؤدي إلى عدم حدوث الدورة لأشهر متتالية، ودورات أخري تكون غزيرة جدًا.
مرض الاضطرابات الهضمية: يمكن أن تكون الدورات المتأخرة من أعراض مرض الاضطرابات الهضمية لدى البالغين، وفقًا لمؤسسة مرض الاضطرابات الهضمية، ذلك لأن الداء البطني هو أحد أمراض المناعة الذاتية - إذا تُرك دون علاج -، ويمكن أن يضعف قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، مما قد يؤثر على الدورة الشهرية.
داء السكري: قد يعاني بعض الأشخاص المصابين بداء السكري، أو المعرضين لخطر الإصابة به، من غياب الدورة الشهرية، وعلى الرغم من أن السبب غير واضح تمامًا، لكن يعتقد الباحثون أن مقاومة الأنسولين تلعب دورًا.
حالات الغدة الدرقية: سواء كنتِ تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها، فقد تتأثر الدورة الشهرية، حيث تفرز الغدة الدرقية الهرمون المنبه للغدة الدرقية، والذي يمكن أن يؤثر على إفراز هرمون LH و FSH.
الحمل
السبب الأكثر شيوعًا لتوقف الدورة الشهرية عند الأشخاص النشطين جنسيًا هو الحمل، وعندما تكونين حاملا، لن تحيضِ، حيث يؤدي الحمل هرمونيًا إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجستين، مما يتسبب في تثبيط الإباضة.
وسوف يفرز جسمك الهرمونات ويخضع لتغييرات لاستيعاب نمو الطفل بدلاً من إطلاق الهرمونات المسؤولة عن الإباضة والحيض.
متى تذهبي للطبيب؟
تعد الدورة الشهرية المتأخرة أو المتوقفة أمرًا طبيعيًا ويمكن أن يكون ناتجًا عن عدد من العوامل بما في ذلك التوتر أو قلة النوم أو الإفراط في ممارسة الرياضة أو التغيرات الكبيرة في الوزن، ولكن إذا فاتتك ثلاث دورات أو أكثر على التوالي، فلديك حالة تسمى انقطاع الطمث، ويجب عليكِ تحديد موعد مع طبيب أمراض النساء والتوليد.
يمكن لطبيبك المساعدة في تحديد سبب تأخر الدورة الشهرية أو توقفها، والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية لديك، وإعادتك إلى المسار الصحيح لمواعيد الدورة الشهرية العادية.
اقرأ أيضا:
المدة التي يستغرقها المدخن لتجنب الأمراض الخطيرة اقرأ أيضا:
اختبار بسيط يتنبأ بمخاطر الوفاة.. تعرف على التفاصيل