الاستغفار باللسان مع إصرار القلب على الذنب هو "دعاء مجرد".. إن شاء الله أجابه وإن شاء رده، وقد يكون الإصرار مانعا من الإجابة.
وقد جاء في الأثر: " ويل للذين يصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون".
وقال الصحابي عبد الله بن عباس رضى الله عنهما :" التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من ذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه".
معوقات من الإجابة:
قال الضحاك: ثلاثة لا يستجاب لهم: فذكر منهم:
1-رجل مقيما على امرأة زنا كلما قضى منها شهوته قال: رب اغفر لى ما أصبت من فلانة، فيقول الرب: تحول عنها وأغفر لك، وأما ما دمت عليها مقيما فإنى لا أغفر لك.
2- ورجل عنده مال قوم يرى أهله فيقول: رب اغفر لى ما آكل من فلان فيقول تعالى: رد إليهم ما لهم وأغفر لك، وأما ما لم ترد إليهم فلا أغفر لك) .
الاستغفار التام الموجب للمغفرة:
هو ما قارن عدم الإصرار، فالاستغفار التام الموجب للمغفرة، هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله تعالى أهله ووعدهم بالمغفرة.
1-قال بعض العارفين: " من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب فى استغفاره".
2- وكان بعضهم يقول: " استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير" .
وفى ذلك يقول بعضهم:
استغفر الله من استغفر الله .. من لفظة بدرت خالفت معناها
وكيف أرجو إجابات الدعاء وقد .. سددت بالذنب عند الله مجراها
فأفضل الاستغفار ما قرن به ترك الإصرار وهو حينئذ يؤمل توبة نصوحا وإن قال بلسانه: أستغفر الله"، وهو غير مقلع بقلبه فهو داع لله بالمغفرة كما يقول: " اللهم اغفر لى (وهو حسن وقد يرجى له الإجابة".
وأما من تاب توبة الكذابين فمراده أنه ليس بتوبة كما يعتقده بعض الناس وهذا حق. فإن التوبة لا تكون مع الإصرار.
ما معنى " وأتوب إليه":
وإن قال العبد: استغفر الله وأتوب إليه فله حالتان:
1-إحداها: أن يكون مصرّا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله : " وأتوب إليه"، لأنه غير تائب فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب.
2- أن يكون مقلعا عن المعصية بقلبه.
فاختلف الناس فى جواز قوله وأتوب إليه: فكرهه طائفة من السلف وهو قول أصحاب أبى حنيفة.
وقال الربيع بن خثيم: يكون قوله "وأتوب إليه" كذبة وذنبا ولكن ليقل: " اللهم إنى أستغفر فتب على".. وهذا قد يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة أشبه.
اقرأ أيضا:
هل هناك دعاء مأثور عن النبي يقال عند النظر للمرآة؟فوائد ومواعظ عن دعاء الاستغفار:
1-كان أحد العارفين يقول فى استغفاره: " أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم، وأسأله توبة نصوحا" .
2- وروى عن حذيفة أنه قال: يحسب من الكذب أن يقول أستغفر الله ثم يعود .
3- وسمع التابعي مطرف بن عبد الله بن الشخير رجلا يقول: " أستغفر الله وأتوب إليه".. فتغيظ عليه وقال: " لعلك لا تفعل" .
وهذا ظاهره يدل على أنه إنما كره أن يقول وأتوب إليه، لأن التوبة النصوح أن لا يعود إلى الذنب أبدا. فمتى عاد كان كاذبا فى قوله : " وأتوب إليه" .