يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ».. إذن من الوارد جدًا أن تصدم في أقرب الناس لك.
هذا الكلام حين تدركه، ليس لأن تُحبط أو تصاب بعقدة نفسية من هؤلاء البشر، أو يصل الأمر لأن تخونهم أو تظن بهم الظن السيء.. لكن عليك فقط أن تتوقع أن كل شيء في هذه الحياة الدنيا وارد حدوثه.. حتى تكون إنسانًا واقعيًا، وحتى لا تصدم في أحد مهما كانت درجة قربه منك.. وحينها تتصور أنها أكبر صدمة في الدنيا، وأن حياتك ستتوقف تمامًا.. بالعكس قاوم واجتهد واستمر في عطاياك وجهدك، فالله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا.
تحول الناس
حينما تدرك حقيقة الحياة، وأنه وارد جدا أن يصدمك أحدهم، فإنك ستعي أنه ليس في كل مرة تُصدم نفس الصدمة وكأنها أول صدمة !.. وحتى تعي أن أقرب الناس من الممكن أن يتحولوا ومن الممكن أن يأذوك، فمن باب أولى أن ترى هذا الفعل غير الطيب من الغريب، ولا تستنكره ولا تستغربه، لأنك بالأساس متوقعه.
وأيضًا حتى تستوعب جيدًا أن النفس البشرية ضعيفة، وتعي جيدًا قوله تعالى: «أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ».. وبالتالي فإن أكثرهم لا يعلمون .. ولا يشكرون .. ولا يفقهون .. إذن لماذا تتصور ألا يقع في طريقك إلا أهل الطيبة واللباقة والأصل والذوق الرفيع!.
هذا الكلام حى تستطيع أن تؤقلم نفسك وتقلل شعورك بالصدمات .. أو على الأقل وفَرُه لأوانه .. فليس أي شخص تُصدم فيه !.. فالتوقع مهم كتهيئة تحصَّن بها نفسك وروحك من أي صدمة مقبلة.. وليس أن تتعقد أو لا تنتظر سوى الغدر وإنما فقط الحذر البسيط، مع توقع الصدمات في أي وقت حتى تستطيع تحملها وتمر بسلام!.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟استيعاب الاختلاف
كل ما سبق يجعل طاقتك الاستيعابية للاختلاف تزداد، مع تقبُل الأخطاء من الآخر .. حينها ستعرف كيف تحمد الله عز وجل على أنه منحك القدرة على توقع الصدمات، وأيضًا ستحمده على عدد الأشخاص الطيبين في حياتك، مهما كانت اختلافاتكم .. مع الوضع في الاعتبار أنه ليس هناك ضيء مضمون وثابت في هذه الحياة الدنيا، وأن كل شئ قابل للتغيير !
من زاوية أخرى إياك أن تضمن دوام الحال، لأنه من المحال، أو أن تتصور أن الدنيا لن تغير في البشر، لأن التغيير سمة البشرية.. حاول ألا تشغل بالك بتقييم الناس، لكن كن واعيًا لحالك جيدًا، متوقعًا أي صدمة في أي وقت حتى لا تفاجئ بما هو أسوأ.