«أنا إنسان محب للمرح والحياة.. إزاي بقيت كئيب فجأة ومنعزل عن الناس»؟.. رسالة قد يراها كثير من الناس تشبههم، فكم من الناس من تحول فجأة إلى مكتئب أو على الأقل في الطريق إلى الاكتئاب.. وهو الذي كان يمرح ويلهو ويلعب، ويحب الحياة والناس..
الحقيقة الاكتئاب هو عكس الرضا، فمن كان راضيًا عن كل ما منحه الله عز وجل إياه، لا يمكن أن يقترب منه الاكتئاب أو اليأس، حتى من مر بظروف عصيبة أو بلاء ما، طالما كان الرضا يحيطه، يكن له (وِجاء)، أي حامي أو سور كبير يمنع عنه أي يأس، وما ذلك إلا لأنه يعلم أن الله لن يتركه وهو معه أينما كان.
مواجهة الاكتئاب
لكن السؤال الأهم، هو كيف نواجه الاكتئاب؟.. والحقيقة أن مواجهة الاكتئاب سهلة ومبسطة للبعض، وصعبة جدًا لآخرين، سهلة لمن كان يؤمن بالله واليوم والآخر، ويدرك تمامًا أن الله قادر على رفع أي بلاء مهما كان، ويثق في أن الله عز وجل لن يؤذيه ببلاء ما أو اختبار ما، وإنما هي سنن الحياة، وصعبة على من ابتعد عن طريق الله عز وجل، فكيف به يرتاح باله، وباله بالأساس مشغول بغير الله؟!.
عن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».. هكذا تكون مواجهة الاكتئاب ببساطة، أن يدرك المؤمن (وهذا للمؤمن فقط) أن الأمور كلها خير مهما كانت.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟العودة للمرح
كيف بإنسان يؤمن بالله واليوم الآخر، ولا يمرح وينسى هموم الدنيا مهما كانت.. فلطالما كانت مرجعيته الله عز وجل، من ماذا يخاف؟!.. مؤكد لا شيء مهما كان.. أمن المستقبل يخشى؟.. كيف ذلك وهو يدرك تمام ويقينًا أن الأمر كله بيد الله عز وجل.. أمن انقطاع الرزق؟.. كيف ذلك وهو يوقن بأن الرزاق هو الله عز وجل، وأنه سبحانه وتعالى وعدنا بأن رزقنا في السموات والأرض مادامت السموات والأرض.
قال تعالى: «وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ » (الذاريات: 22)، فمن تيقن في ذلك، كانت بداية العودة للمرح وحب الحياة.. من هنا فقط يأتي حب الحياة، وعكس ذلك يأتي الاكتئاب.. وعلينا الاختيار بينهما.